نعم يا السي عبد القادر الجميع تحدث عنك و تذكرك و الجميع حتى من لا علاقة لهم بك و برسالة المسرح، قال فيك كلاما و البعض رصع حساباته الفايسبوكية بصورك و من يعرفك عن قرب تحسر ومن لا يعرفك صارا عارفا بك و صار البعض من تلامذتك بعد أربع وعشرين سنة من اغتيالك. سنوات لم يتغير شيء في الجزائر، فلا يزال العجوز في الستين يجري و لا يزال الفهايمي ضحكا بين أشباه الناس و لا تزال كل المشاريع مؤجلة بفعل فاعل . السي عبد القادر اليوم سأروي لك حكاية ربما لم يحكيها لك القادمون إليك في المناسبات خاصة ، بعيدا عن صدق العائلة ، سأروي لك ما حدث لمن كونتهم أنت كجيل جديد، تعرفهم جيدا جماعة عبد القادر بلكروي و تعرف بداياتهم، لكنك لا تعرف أنهم اغتيلوا ودائما بفعل فاعل ، اغتيالا روحي نفسي ضيع عن وهران و الجزائر أسماء و أسماء ..الاغتيال تواصل يا السي عبد القادر و سيضيع جيلا أخرا هو جيل ابن عبد القادر بلكروي و جماعة "ملائكة الخشبة" و صبر صابر الذي استحضر مشروعك المسرحي ببساطة جيل جديد فكر كيف يكرم كبيره و العنوان علولة فقدموا المسرح السهل الممتنع ، بدون تكلف بكل التوابل التي أعددت بنفسك و تركت خلفك في ذاكرة المدينة و المنطقة . "الحمق" ازداد و كل من هب ودب صار مسرحيا و "الخبزة" هي مشكل الجميع بعيدا عن "لقوال " و " لجواد" و "لعلق " و الغالبية صارت "خادمة السيدين" وإن غاب "أرلوكان "...حدثته فقلت " أهلا السي عبد القادر "...رد بصوته الفخم الرخم " أهلا الله يسلمك ... بدايتي كانت في المدرسة خارج الاطار الاحترافي، عبر الحفلات السنوية، التي كانت بالنسبة لي أهم من الدراسة في حد ذاتها .كنت انتظرها بفارغ الصبر و أجد فيها متعة أتذكرها في عين البرد ، و أديت أول دور كطبيب ، كنت متحمسا للدور لان قريتي كانت بها طبيبة ميثالية " . قاطعته مرغما بمرور 24 سنة عن الرحيل " يا السي عبد القادر تحدثت عن التعليم و الطب أو الثنائية التي تعني كل شيء للمواطن الجزائري البسيط و هي التي كانت و أمست و أضحت و اضمحلت و غرقت في الإضرابات " آه عفوا واصل السي عبد القادر ، ضحك و هو يرتشف قهوته و سيجارته قائلا " كل همي كان كيف أؤدي الدور مثلما هو لأن الطبيبة كانت تداوي العرب بدون تمييز" دخل الحديث و اقتحم الفهامة صحفي الإذاعة بوهران وقال يا السي علولة المسرح للأطفال أو مسرح الأطفال أو بالأطفال ؟ ، رد عليه أنه قام بتجربة في 1974 بمسرح علولة اليوم، وقال" اتصلنا بالمسارح الاجنبية للحصول على دراسات حول الموضوع الصعب، لأن هناك مسرح الأطفال للأطفال كوسيلة بيداغوجية وهذا النوع خاص بالجهاز التربوي، لكننا تطرقنا الى مسرح الكبار اتجاه الصغار وهو صعب بحكم تجارب من سبقنا، لأن طاقات التخيل للطفل كبيرة و ثانيا لأنه على هامش المجتمع الذي لا يخاطب الطفل ." وجدت نفسي مرة أخرى مرغما على الحديث مرة اخرى يا الصحفي الطفل اليوم يعيش عالم الفايس و اليوتيوب و التكنولوجيات و أنت تتحدث عن "النحلة" التي قدمها علولة بعدما استشار الشباب و الاختصاصيين في البيداغوجيا و علم النفس ، نعرف أنه قدمها في عرض خاص للأساتذة للعمل برأيهم ،و نجحت المسرحية لكن المشروع توقف، وإن قال علولة أنه سيتواصل بوهران؟ تواصل الحديث إلى قول فيكتور هيغو " إقرأ الكثير لتكتب القليل "، ثم توقف النقاش و حل أحمد وهبي بأغنية عبر الأثير و أغنية " وهران وهران أنت حرة رجعولك ناس شطارة ..." ، قبل العودة و الحديث عن المسؤولية و المسرح و الفن عندما كان مسؤولا عن مسرح وهران و مسرح بشطارزي أو المسرح الوطني و مدرسة برج الكيفان التي لخصها في قوله وظائف تتنافى و تتناقض على المستوى النظري ، لكني أغتنم الفرصة لأطلب السماح من الفنانين الذين أتعبتهم، لكن لأن مسرحنا يعاني ظروفا خاصا، فأنا أفضل أن يكون الفنانين على رأس المؤسسات المسرحية و إن لم نجد، فعلى الأقل من لديهم تكوين نسبي ، لأنهم فقط من يعرف مشاكل المسرح " . السي عبد القادر... إن سألتني عن مسرح الطفل، فهو بخير حتى يكاد ينقرض و الحاضر الوحيد هو مهرج لا يهرج حتى نفسه، و الفن الأصيل توفي مع جيل تعرفه جيدا، واليوم طبلات الأذان تخترقها فواحش أصوات تشبه محركات السيارات القديمة، وإن سألتني عن المسرح، فهو مع بعض التحفظ يحكمه من لديهم تكوين نسبي أو ربما بلا تكوين أحيانا لذا سيدي الغالي، وأنا الذي لم أعرفك سوى عبر مسرحيات نهايات الأسبوع في زمنك أو أرشيف التلفزيون ما عليك، إلا أن تنام بخير.فقط لأن مؤسستك التي سميت باسمك و من بعدك تحاول و الصادقين كذلك و حتى المتسلقين وكل عام وأنت بخير