حان الوقت للعمل على نصوص عالمية نستعد للمشاركة في المهرجان العربي لذوي الإحتياجات الخاصة تضم فرقة الإتحاد الوطني للمعوقين فنانين موهوبين من ذوي الإحتياجات الخاصة ، وهم مجموعة من الشباب الطموحين الذين يملكون إرادة قوية، هدفهم تحدي الإعاقة وإثبات ذاتهم في مجتمع لا يرحم، وهو ما حاولوا إبرازه في مسرحية "محاكمة " التي كشفت أن الإعاقة ليست في الجسد وإنما في الأذهان والعقليات، ولمعرفة تفاصيل أكثير عن فكرة العرض و مشاريع هذه الفئة في عالم المسرح اقتربنا من مساعد المخرج عباس محمد إسلام و أجرينا الحوار التالي : حدثنا عن مسرحية "محاكمة" ؟ وكيف جاءت فكرة التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة ؟ مسرحية "محاكمة" التي أخرجها جمال قرمي لم يكن نصّها الذي كتبه نبيل رزاق اختيارا عبثيا أو ارتجاليا، وإنما يتماشى والأفكار السائدة في مجتمعنا ، إذ أن الكثير ممن يدعون أنهم أصحاء نفسيا وجسديا يرفضون الزواج والارتباط بمعاقين، وكأن هذا الأمر عار أو حرام . في حين أن الحب وفي كل الحالات لا يعترف بهذه الخطوط التي يريد البعض تسطيرها لتوقيف أحلام ورغبات ذوي الاحتياجات الخاصة .. و البداية كانت عندما طرح رئيس الجمعية الفكرة على المسرح الوطني، هذا الأخير الذي وافق فورا على العمل ، وهكذا بدأ الممثلون من ذوي الاحتياجات الخاصة يترددون على المسرح الوطني ، حيث أنجزنا أول عمل معهم على شكل ورشة بعنوان "معاق ولكن.." ، ومسرحية "المحاكمة" هي ثاني تجربة معهم . وما لمسناه عند هؤلاء الشباب هي الرغبة والإرادة في العمل بدليل أن الكثير منهم من يركب 3 حافلات أو 4 للوصول إلى المسرح وهو جالس على كرسي متحرك من أجل المشاركة في المسرحية . كيف ساعد المسرح الوطني لبشطارزي هذه الفئة من الفنانين ؟ الفنانون كلهم ينتمون إلى فرقة الإتحاد الوطني العام للمعاقين ، والمسرح الوطني لم يبخل في تقديم مساعدة وخدمات لهم، خصوصا أنه توجد مواهب يمكن أن تكون لها مكانة مستقبلا ضمن الفرقة الوطنية ولم لا ؟، فالمساعدات تمثلت بداية في قبولهم بيننا في المسرح ، ضف إلى أن مدير المسرح الوطني محمد يحياوي فتح لهم الأبواب على مصرعيه كي يفجروا طاقاتهم، كما أن وزارة الثقافة قدمت لهم إعانة كبيرة خاصة في مجال التوزيع والسينوغرافيا ... نحن اليوم قررنا تقديم خدماتنا لكل من يريد الاستفادة من تجربة المسرح الوطني باستثناء" البزناسيين" الذين لا يحملون هذا الفن في قلوبهم . هل لكم مشاريع مستقبلية مع هذه الفئة ؟ طبعا ، لنا مشاريع مستقبلية جديدة ، حيث أننا نقترح دوما أفكارا على كاتب النص والمخرج تكون مناسبة لتصورات هذه الفئة ، وسنقترح في الفترة القادمة نصوصا من المسرح العالمي لأن هؤلاء الممثلين تجاوزوا الإحترافية، وحان الوقت أن يقدموا مواضيع أزلية لا تموت ، وبخصوص الدورات قمنا مؤخرا بدورة وطنية لعرض مسرحية "معاق ولكن.." ، ضف إلى أننا سنشارك في المهرجان العربي لذوي الإحتياجات الخاصة . هل تعتقد أن الفنانين من ذوي الإحتياجات الخاصة لهم مستقبل في هذا العالم ؟ نعم كسائر الناس ،و ما عليهم سوى تفجير طاقاتهم فوق الخشبة ، كما أن المسرح الوطني فتح لهم باب الحصول على شهادة "ماستر كلاس"، وبالتالي السماح لهم في المشاركة ضمن مسرحية أو مسرحيتين . .