تهاطلت على سيدي بلعباس في شهر مارس الجاري أمطار قوية و غزيرة لم تعرف المنطقة مثيلا لها منذ 20 سنة خلت إذ وصلت الكمية إلى 105 ملم وهو رقم قياسي بامتياز لم يكن يتوقعه المزارعون في شهر لايتعدى معدل تساقطاته كما يوضحه الخبراء 40 ملم علما وأن شهر مارس لم تكتمل أيامه بعد مع الإشارة الى أن مجموع ما تساقط من أمطار منذ انطلاق حملة الحرث والبذر و إلى يومنا هذا بلغ في المجموع 225 ملم . هذا ويرى ميمون حمو خبير باحث وإطار بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بسيدي بلعباس أن لهذا الغيث النافع المتساقط في الآونة الأخيرة بالغ الأثر على الفلاحة بالمنطقة حيث يغذي خزان التربة , يرفع من منسوب المياه الجوفية ويسمح بالنمو المنتظم والجيد لسائر المزروعات سيما الحبوب والبقوليات ولا سيما مادة الحمص التي زرع منها الفلاحون مساحات شاسعة على خلاف المواسم المنصرمة متوقعا جني محصول وفير منها شريطة أن يكون المزارع قد تقيد بالمسار التقني اللازم كتقليب التربة واستعمال الأسمدة ومكافحة الأعشاب الضارة ورش الأسمدة الازوتية التي تساعد في النمو ومضاعفة المردود. وبخصوص الرياح القوية التي هبت في الأيام الأخيرة وان كان لها انعكاس سلبي في بعض الحالات فانها لم تلحق الضرر بأشجار الفواكه ماعدا أشجار اللوز لكونها جاءت في وقت لم تزهر فيه بعد يقول محدثنا. وفي المقابل أكد حمو وجود أثار سلبية نتيجة هذه التساقطات لخصها في انتشار الأعشاب الضارة بشكل لافت وسط كل المزروعات والواجب يقتضي مكافحتها بجد عن طريق رش المبيدات وكذا ظهور بعض الأمراض الطفيلية التي يتعين محاربتها باستخدام الأدوية داعيا الفلاح لأن يكون يقظا اذ يتوجب عليه مراقبة حقوله عن قرب بصفة دائمة وفي حال تأكده من ظهور مرض عليه باقتناء الأدوية ومعالجته في مرحلته الأولى قبل استفحاله .