- كارثة بيئية تحت «جبل» من النفايات لم يجد القائمون على تسيير المجالس الشعبية المنتخبة المتداولة على بلدية بئر الجير حلا جذريا للقضاء على المفرغات العمومية بالأحياء الشرقية التي تحولت إلى بؤر للتلوث وفضاءات لتراكم تلال النفايات المنزلية بعد عشر سنوات من تواجدها قرب المجمعات السكنية ولعل ما يعيشه القاطنون بحي بن داود 1 بسيدي البشير نموذج حي يجسد معاناة السكان منذ أكثر من عشرية من الزمن من مخلفات المفرغات الفوضوية المحاطة بالسكنات والتي تسببت في انتشار الأمراض والأوبئة على غرار الحساسية والربو والأمراض الجلدية الخطيرة مما جعل هذه المنطقة تعيش وضعا بيئيا مقلقا وبات من الضروري حسب العائلات المقيمة في هذا الحي تحرك المسؤولين لإزالة المفرغتين اللتين تشوهان المنظر العام وتهددان صحة السكان. هذا ما عاشته يومية الجمهورية التي زارت حي بن داود1 بسيدي البشير ووقفت على حجم الكارثة البيئية التي تترصد بسكان المنطقة خصوصا وأن مشكلتهم الأزلية مع المفرغات العمومية المتواجدة في قلب المجمع السكني لم تجد طريقا إلى الحل رغم تعاقب الأميار على المجلس الشعبي لبلدية بئر الجير لكن دون أن يوضع حد لزحف المزابل التي تحولت حسب السكان إلى ما يعرف بالعامية إلى « زوبيا» يأتم معنى الكلمة وخلال جولتنا في وسط هذا الحي الذي تنعدم فيه التهيئة الحضرية ويبدو انه منطقة معزولة في قلب حي يتوسط المنطقة الشرقية لعاصمة الولاية المقبلة على احتضان أكبر تظاهرة رياضية متوسطية لعام 2021 وليس بعيدا عن هذه البقعة يقع المشروع الضخم لبناء المركب الأولمبي الجديد بسيدي البشير وبين ما يعانيه المعذبون قرب المفرغة الفوضوية المحاذية للمدرسة الشهيد محمد ثابت وتحديدا بشارع بلبيرة لحسن بحي بن داود1 و ما تشهده الجهة المقابلة من ورشات البناء و إنجاز المشاريع الكبرى فرق شاسع ولا وجه للمقارنة بين حياة البدو التي يتقاسمها القاطنون في هذه البقعة المنسية من هذا الحي المحاط بالبنايات الفوضوية و التحضر العمراني بالقطب السكني الجديد ببلقايد خاصة وأن أكبر انشغالات سكان حي بن داود تنحصر في كيفية التخلص من مفرغتين عموميتين تنغصان عيشهم منذ سنوات ولا يقف المشكل عند هذا الحد بل أصبحت هذه الفضاءات قبلة للدخلاء القادمين من مناطق بعيدة و الذين يرمون مخلفات البناء و المزابل في هذه المفرغة وهو ما يفسر تواجد عشرات الشاحنات المحملة ببقايا مواد البناء والأتربة التي يتم تفريغها في هذه المزبلة دون مراعاة لحرمة المنازل القريبة منها انتشار الزواحف والقوارض بسبب توسع المفرغة ونحن نسأل أحد السكان عن مخلفات المفرغة التي توسعت بشكل كبير في هذه المنطقة وفي رمشة عين تجمعت العائلات من حولنا من أجل طرح مشاكلها لاسيما المتعلقة بهذه المعضلة التي لازمتهم منذ سنوات حيث أكدوا لنا أن هذه المفرغة التي تتربع على مساحة 2 هكتار تعرف توسعا كبيرا خصوصا وأن دوريات النظافة لا تزور هذه المنطقة مما يتسبب في تراكم الأوساخ و انتشار القوارض والزواحف وحسبهم فانهم يتجرعون مرارة مناظر النفايات التي باتت تشكل ديكورا يطبع يومياتهم وهو الوضع الذي حول هذه البقعة إلى مرتع مناسب لتنامي الزواحف والأفاعي علاوة على انتشار الحشرات و انبعاث الروائح الكريهة التي نغصت عليهم معيشتهم وباتت وتهددهم بأمراض خطيرة حيث أكد المتضررون بالحي المعروف بمنطقة «بلاص تيفور» بحي بن داود أن المزبلة المتواجدة قرب مسجد عمر بن الخطاب وإحدى المؤسسات التربوية لم تشفع للمسؤولين المحليين الذين عجزوا على إزالتها أو تحويلها الى مكان آخر بعيدا عن المجمعات السكنية والأدهى من الأمر أنه ليس بعيدا عن هذه المفرغة وعلى بعد 100متر تتواجد مزبلة عمومية أخرى عشوائية بمحاذاة البنايات الفوضوية وحسبهم فإن هذه الأخيرة زادت من تفاقم الوضع وضاعفت من أزمة القمامة بالمنطقة التي أضحت نقطة سوداء محسوبة على المنتخبين المحليين وحسب أحد السكان فان هذه البقعة التي تحولت إلى مزيلة بالقرب من حوالي 2000مسكن فوضوي محاط به الحي السكني كانت قد شهدت حادثة وفاة طفلين غرقا في بركة مائية وبعد سنوات وضعت في هذا المكان حاويتين لرفع القمامة ومع مرور الوقت اختفت هذه الحاويات تم تحول هذا الفضاء إلى مفرغة أخرى لمخلفات البيوت الفوضوية. هذه الوضعية حسب السكان تسببت في نفوق الحيوانات الأليفة كالقطط والعصافير نتيجة الحرق العشوائي للنفايات المكدسة بفعل التفاعلات الكيميائية للنفايات مع الهواء وانبعاث الدخان الناجم عن الحرق أمراض الحساسية والربو ناجمة عن الحرق قد عبر العديد من قاطني هذه المنطقة أن الوضعية لايمكن السكوت عليها لاسيما أن الأمر يتعلق بصحة الأطفال الذين تعرضوا لمختلف الأمراض منها الحساسية والربو بفعل الحرق الغير قانوني للنفايات التي ترمى حتى في وضح النهار فالعديد من الأمهات التي وجدناهم بالقرب من بيوتهم صرحت أن جميع أطفالهم وبمجرد ولادتهم يصابون بالحساسية بشهادة الأطباء أنفسهم مناشدين السلطات لوضع حل سليم من أجل إزالة هذه المفرغة مستبعدين الحلول الترقيعية برفع جزء منها أو بعبارة أوضح التخفيف أو الإنقاص من وزنها لا غير لتتراكم مجددا بعد أقل من 24 ساعة وقد أبدى هؤلاء السكان استعدادهم لتنظيف هذه المفرغة هذا في حالة توفر الوسائل المادية منها الشاحنات وأدوات الرفع العديد من قاطني حي بن داود «1»وبمجرد وصولنا إلى عين المكان أبدوا استياءهم وغضبهم لهذه الوضعية البيئية الكارثية التي تهدد حياتهم وحياة أبنائهم مهددين بإضراب والخروج إلى الشارع في حالة استمرار الوضع على حاله لاسيما في ظل انتشار الروائح الكريهة والناموس والباعوض مع ارتفاع درجة الحرارة مصرحين بضرورة إيجاد حلول ناجعة لهذه المشكلة وبالموازاة فقد صرح مير بئر الجير أن هذه المنطقة وغيرها من المواقع بحي بن داود رقم 1 التي ترمى بها النفايات سببها السكان القاطنين بصورة فوضوية ، هؤلاء يقومون بالرمي العشوائي للقمامات والأوساخ ورغم هذا فمصالح البلدية تقوم برفعها سواء عن طريق برمجة حملات تطوعية لإزالة هذه النقاط السوداء أو تنظيم دوريات اليومية للشاحنات البلدية التي تقوم بدورها برفع القمامات والأوساخ لكن مع هذا فالنقاط السوداء باقية وهذا لتزايد معدل الرمي القاذورات إلى جانب وجود بعض المفرغات في طرق ضيقة يصعب دخول الشاحنات لإزالة هذه المفارغ . مشيرا ذات المتحدث أنه قريبا وبالتحديد في الخامس من شهر جويلية من هذه السنة والتي تتزامن مع عيد الإستقلال سيتم ترحيل أزيد من ألف ساكن من البيوت الفوضوية إلى سكنات اجتماعية لائقة وهذا في إطار القضاء على القصدير وبمجرد ترحيل قاطني الأكواخ سيتم إزالة هذه البيوت مع هذه القمامات المتناثرة بمختلف أنحاء حي بن داود «1 « كما أكد ذات المسؤول أن مصالح البلدية تقوم أيضا بتنظيم حملات التنظيف بمختلف الأحياء التابعة لها كحي النور والياسمين وايسطو وغيرها من النقاط التابعة لها وهذا في إطار المحافظة على البيئة والمحيط مصرحا أن المسؤولية تقع أيضا على عاتق سكان المنطقة الذين لا يحترمون فترات الرمي ولا الأماكن المخصصة لهذا الغرض