أصبحت أكلة "البايلا " المتكونة من الأرز و مختلف الأسماك الطبق الرئيسي في مختلف موائد المناسبات السعيدة بمنطقة ارزيو خلال السنوات الأخيرة . إذ أنه من المعروف أن الكسكسي أو حساء الحريرة و طبق الزيتون و اللحوم الحمراء و البيضاء تعتبر من أهم الأكلات الشعبية التي يقدمها أصحاب المناسبات لضيوفهم سواء حفلات الزفاف أو الختان أو غيرها من المناسبات السعيدة بوهران ، إلا أن أهل منطقة ارزيو الساحلية كسروا مؤخرا جدار التوقع أمام ضيوفهم بإعداد أطباق الأسماك ، و في مقدمتها طبق " البايلا " ، حيث يقول إسماعيل بأن هذه الأكلة اللذيذة باتت الطبق المفضل الذي يكرمون به ضيوفهم ، بدليل أنه عندما حضر مؤخرا عرسا فاق عدد ضيوفه 400 ضيف، تم تقديم " البايلا " كطبق رئيسي . و قد أكد لنا محدثنا أنه تسلم دعوة حضور عشاء من طرف صديقه عند عودته من البقاع المقدسة بعد تأدية مناسك العمرة حضّر له خلالها " بايلا " إسبانية لذيذة ، هذا وتضيف السيدة مختارية مساعدة طباخ أن منطقة ارزيو بها عدد كبير من الطباخين المتخصصين في إعداد هذا الطبق ، يتم استدعاؤهم لتنظيم حفلات عشاء لعدد كبير من الضيوف تقدم لهم خلاله " البايلا "، وقد يستغرب الكثير من الضيوف كيف لأشخاص بسطاء أن يقدموا مثل هذا الطبق في أعراسهم وأفراحهم نظرا لما يشهده سوق السمك من غلاء ، خاصة و أنه يعتمد في إعداده بشكل كبير على الجمبري الذي وصل سعره إلى 4000دج للكلغ الواحد هذه السنة . ومن جهته أكد لنا بعض أصحاب المنطقة أن مدينة ارزيو مدينة ساحلية تكتنز شواطئها مختلف أنواع السمك والصيادين، في حين أنّ سكان الأحياء غالبا ما يكرّمون زبائنهم بتخفيضات أسعار تخدم الطرفين ، كما أن سعر الجملة يقل بكثير عن سعر التجزئة ، إضافة إلى أن تحديد مواعيد الأفراح بمدينة ارزيو بات مربوطا لدى الراغبين بإعداد مثل هذه الوجبات بفترات يشهد فيها سوق السمك انخفاضا في الأسعار ، إلى جانب ذلك يضيف اسماعيل أن صاحب المناسبة أو الفرح يكتفي بالاتفاق مع الطباخ على التكلفة و عدد الضيوف و يكلفه بالقيام بمهمة شراء المواد و إعداد الطبق. و لم يكتف أهل المنطقة بتقديم " البايلا " خلال الأفراح فقط، و إنما باتت مجموعات الأصدقاء و العائلات التي تذهب لقضاء سويعات أمام البحر تجعل من هذه الأكلة التي تعدها على الجمر أمام الهواء الطلق وجبة الغذاء أو العشاء التي تكفي عدد كبير من الأفراد .