نجحت مسرحية *كاليدونيا* في عرضها الشرفي ليلة أول أمس في رسم لوحات فنية معبرة للمعاناة التي عاشها المنفيون الجزائريون إلى كاليدونيا للجمهور الكبير الحاضر بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بقالمة . حيث نقل العمل الدرامي الملحمي المنتج برسم سنة 2018 من المسرح الجهوي محمود تريكي بقالمة والذي قام بكتابة نصه جلال خشاب وإخراجه فنيا كريم بوتشيش على مدار ساعة و15 دقيقة الجمهور الكبير الذي غصت به مقاعد قاعة المحاضرات بدار الثقافة إلى حقبة تاريخية هامة في تاريخ المقاومة الجزائرية ، حيث قام الاستعمار الفرنسي بسلب أراضي مجموعة من الجزائريين وتهجيرهم ونفيهم قسرا إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة بين 1870 و 1871. العمل الدرامي عرض قصة الشخصية الرئيسية *عبد الله* الذي ظل متشبثا بالوطن والأرض والهوية و زوجته *مريم * رغم المسافات البعيدة للمكان الذي نقل إليه وواصل تدوين أيامه و آلامه محافظا على أرواق الزيتون والسبحة التي جلبها معه، وتفاعل المشاهدون من مسؤوليين محليين في مقدمتهم والي الولاية فاطمة الزهراء رايس وبحضور عبد القادر بن دعماش رئيس المجلس الوطني للفنون والأداب ومجموعة من الفنانين الجزائريين والطلبة والعائلات، مع جماليات العرض من موسيقى معبرة تضفي على المشاهد لمسة تراجيدية حزينة تظهر حقيقة المعاناة ، حيث وصل الأمر ببعض المتابعين إلى ذرف الدموع تفاعلا من مشاهد المسرحية التي أداها 15 ممثلا من الجنسين. وأشار رشيد جرور مدير المسرح الجهوي لقالمة إلى أن مسرحية * كاليدونيا * تعتبر عملا فنيا ضخما ، وهي أول طرح مسرحي لموضوع الجزائريين المنفيين من طرف المستعمر الفرنسي، مبرزا أنه كان من المقرر أن يتم العرض الشرفي الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بولاية قسنطينة لكن محبي وعشاق الفن الرابع من مسؤولين محليين فضلوا أن يكون العرض بقالمة .من جهته صرح كاتب المسرحية جلال خشاب أن التواصل الجيد بين الكاتب والمخرج و كامل طاقم العمل على إنتاج المسرحية جعل منها عرضا ناجحا ، مشيرا إلى أن الإخراج واللمسات الفنية والسنوغرافيا والموسيقى كانت مناسبة في العرض الذي لم يحد عن المعلومة وحافظ على تفاصيل حقبة حاسمة و مهمة عاشها جزائريون بكل فئاتهم من عرب وشاوية وقبائل حينما اغتصب المستعمر أرضهم فيما يعرف بسلب الأراضي خلال المقاومة الشعبية ونفاهم إلى كاليدونيا، وأضاف الكاتب نفسه بأن شخصية البطل *عبد الله * كانت محورية وتحمل الكثير من الدلالات الرمزية خاصة وأنه بعدما تم تهجيره إلى كاليدونيا وتزوج من زوجة ثانية أوروبية * روز* فقد أصر على إطلاق أسماء جزائرية على أبنائه على غرار *وناسة * و * خالد * كما أنه متشبثا بالوطن والأرض والهوية وزوجته الأولى الجزائرية *مريم * رغم المسافات البعيدة للمكان الذي نقل إليه و يواصل تدوين أيامه وآلامه محافظا على أرواق الزيتون والسبحة التي جلبها معه ،وكانت علامات المتعة والرضا بادية على وجوه الحاضرين في العرض وهو ما ترجمته اتصال الجمهور من رسميين وعائلات بالممثلين على خشبة دار الثقافة وتهنئتهم على أدائهم بعد نهاية المسرحية.