لماذا يزهق البعض أرواح البعض لمجرد كلمة أو نظرة أو لخلاف حول سيجارة أو لنزاع حول بضعة دنانير أو بسبب لقاء كروي أو ، أو .... ؟ ، كثيرة هي الأسباب الرخيصة التافهة التي ألغت و نفت حياة قدستها النصوص السماوية و حمتها القوانين الوضعية بعقوبات رادعة لمن ينتهكها أو يدنو من حرمتها و مع ذلك لا يمر يوم إلا و تصفعنا الأخبار على خدينا عن جرائم يشيب لبشاعتها الرضع ...رجل يقطع زوجته إربا إربا على مرأى و مسمع من فلذات أكبادها و آخر يعذب أباه حتى الموت و ثالث يغتصب طفلة ثم يجمع أشلاءها في كيس و يضعه قرب منزل أسرتها ليزيد من جرعات الوجع و الحزن ، و الطامة الكبرى أنه و لفرط تكرر و تكرار مثل هذا النوع من الأخبار أضحت تمر على عقولنا و أفئدتنا مرور الكرام بلا وقع و لا هز و لا حتى ألم فهي مجرد حادثة مقيدة في صفحة الحوادث المسودة أصلا بمعلومات أخرى لا يقل منسوب جرمها و رعبها . تعددت تحاليل علماء النفس بين كبت و عقد و موروث إجرامي و تشتت آراء أساتذة علم الاجتماع بين فقر و جهل و مخدرات و تمايل رجال القانون على كفتي القصاص و حقوق الإنسان و غرق الجميع في مستنقع العذاب .