أفاد عبد القادر مكسي المدير الولائي للموارد المائية بتلمسان أن الحدّ من فيضانات الأودية الخطيرة بالمناطق الحساسة يتطلب 15 سنة على الأقل لإتمام أشغال التهيئة الكلية للمسارات و المجاري التي تهدد السكان المجاورين لأن البرنامج الأول الذي تم العمل به اقتصر فقط على بعض الأشغال للحد من الأخطار الكبرى في حين التأهيل الواسع للوديان يحتاج لأموال ضخمة للسيطرة على مصدر التدفق باتجاه مداخل المدن وقال أن عملية التهيئة الأولية التي مسّت العديد من الوديان العابرة بالقرب من التجمعات السكنية و الوسط العمراني ستبقى دوما تنتظر اهتمام أمام حساسية المواقع و التي تستدعي أموال باهضة لاستمرار العمليات خصوصا و انه في السنوات الأخيرة عرفت الولاية توسعا منقطع النظير للبناء الجماعي و الفردي و لهذا ستستغرق التهيئة فترة طويلة و مخطط يمتد على المدى الطويل نظرا لانتشار المباني و المساكن قرب الوديان النائمة ومن ضمن الأودية التي أشار إليها مدير الموارد المائية و التي تستحق مخطط شامل لحماية السكان من أضرارها هي تلك التي تعبر مدن الغزوات و مغنية و باب العسة و مرسى بن مهيدي و الرمشي و لحنايا و و أولاد الميمون و عين تالوت وسبدو و العريشة و تلمسان الكبرى بما فيها بني بوبلان و بودغن و القلعة و منصورة و شتوان و الكدية و اوجليدة أضف لها تلك الواقع بقلب بن سكران و بني بوسعيد الحدودية و التي تجاوزت خطورتها الخط الأحمر ما يتطلب أشغال تهيئة و توفير أغلفة مالية لتصحيح مسارات و مجاري كل هذه الوديان تجنبا لخروجها عن مجراها و بلوغها التجمعات السكنية في المواسم الممطرة فقد سجلت حوادث كارثية في السنوات القليلة الفارطة على غرار بن سكران و العريشة حيث تعرضت لفيضانات خطيرة و السبب راجع حسب ذات المصدر إلى تأخر المتابعة المستمرة للوديان و إغفال مشاريع التهيئة و حماية المناطق المذكورة من الفيضانات بسبب غياب الأمور و هذا رغم وجود الدراسات التقنية للمشاريع.
وأضاف المدير أن هناك وديان أبعد خطرها عن المدينة و منها على سبيل المثال مجرى وادي غزوانة بالغزوات الذي استفاد من شطر أول في التهيئة ما قلص من صعود المياه باتجاه الميناء و العمران و يتطلب المشروع إنجاز سدّ لتجميع المياه الفائضة بشكل مدروس حتى لا تتفرع مسارات مياه بالنسيج العمراني خارج المجرى الرئيسي للوادي و هذا المشروع أيضا يتطلب توفير مبلغ مالي يفوق 10 ملايير دج . و بالنسبة لوادي وردفو بمغنية فقد تم تهيئة الجزء العابر للمدينة و تنتظر ذات المديرية استكمال أشغال التهيئة المبرمجة و التي تتطلب أزيد من 1 مليار دج لتكون المدينة في منأى عن خطر الفيضان . و حسب سكان بلديات سيدي الجيلالي و العريشة و القور و القرى المجاورة لبلدية رأس الماء بإقليم سيدي بلعباس فإن قراهم تُصنف في الخانة الحمراء لتواجدها بالناحية الجنوبية و التي تستقبل وديان الصحراء مما زاد من مخاوفهم خصوصا و أن أغلبهم يمتهن الرعي و الفلاحة و هم في ترقب دائم لحدوث فيضانات محتملة عند تساقط الأمطار الغزيرة مثلما حدث مؤخرا قرب الطريق الوطني رقم 22 على مستوى قرية بلحاجي بوسيف و يطالب سكان المنطقة بإنجاز سد بقرية ماقورة التابعة لبلدية لبويهي لاحتواء المياه المتدفقة من الأودية الجارفة و ذلك لحماية بوابة الصحراء و يمكن هذا السد فلاحي المنطقة من الاستفادة من مياهه في السقي و الرعي .