إن العرض المسرحي المجسد فوق الركح هو عبارة عن مجموعة من العلامات والإشارات المرتبطة فيما بينها و التي يؤديها الممثلون عن طريق الإرشادات المسرحية الموجودة في النص وتدريبات المخرج يرى المخرج الروسي قسنطين ستنسلافسكي في كتابه إعداد الممثل انه من أجل الوصول إلى تقمص الشخصية المسرحية لابد للممثل ان يخرج من شخصيته الواقعية ومن أجل دلك على الممثل أن يجسد الحركات والإشارات عن طريق الفعل والفعل هنا هو فعل مترابط له بدايته ووسطه و نهايته بحيث يرتبط الفعل بالنص أي بحبكة وصراع وتداخل الشخصيات فكل فعل يؤديه الممثل على الخشبة له سبب . أما الخيال فهو أساس الوصول إلى الدور فعلى الممثل أن يغوص بخياله حتى يصبح هو نفسه الشخصية كي يعرف أبعادها النفسية والاجتماعية و الفيزيولوجية فخيال الممثل يعطيه الثقة في نفسه ليخرج كل ما يكبته من طاقة كامنة داخله ليجسدها فوق الركح. إن اللغة الدرامية هي العرض الكامل فالميم أو الإشارة لغة والصمت لغة والكمون لغة و الحركة لغة و لهدا على الممثل التركيز و الانتباه في عملية التمثيل لان أي خطا قد يحدث أثناء عملية التمثيل قد يقلب معنى العرض بأكمله . إن العناصر الإخراجية التي يستعملها المخرج في عرضه من إضاءة واكسيسوارات و ديكور وموسيقى لكل واحدة منها لغتها الخاصة فاللون له معنى وبهذا فان العرض المسرحي هو مجموعة من العلامات المترابطة والمشتركة تجمعها لغة جمالية يؤديها ممثلون في فضاء تختلط فيه المعاني واللغات من لغة الجسد إلى لغة الحركة إلى لغة الكلام لكن كل تلك اللغات تصب في خانة أنها تعمل من أجل إبداع عرض يكون الجمال هو الغالب عليه .