نهل الكاتب سعدي صباح في مجموعته القصصية « عرس الشيطان « من الطبيعة ويأخذ من المرأة مادة إبداعيّة خصبة ،بينما يتخذ موقفا من المدينة وضوضائها ، فصورة الغلاف تحوي امرأة نائمة في الليل ..بجانبها شمعة مضيئة وقمر في الخارج ويدلان على إشاعة النور،وعنوانها (عرس الشيطان)فيه فخّ للمتلقي كي يتساءل عن علاقة العرس بالشيطان ،بينما هو يرمز إلى الاحتفال برأس السنة في المغرب ..الذي يباح فيه كلّ محظور ،فالمجموعة تحتوي على إحدى وعشرين قصة ،فهي حافلة بسلسلة تحوي عناصر الطبيعة والمرأة وحياة البدو ، فالطبيعة هي من علّمته أكثر ممّا تعلّمه في المدرسة ..هكذا صرّح في بعض حواراته ،والمرأة حاضرة في كلّ نصوص المجموعة ،أحيانا ينصفها وبرّئها وأخرى يلومها ويلوم المجتمع الذي كان وراء انحرافها، وجل قصص عرس الشيطان قد استمدّها من الواقع معتدا في ذلك على الذاكرة ،لأنّ الخيال في رأيه يفسد الواقع ويعطيه صورة مشوهة ،كما عبّر عنه رضا حوحو ،تجد القصص كلّها تتحدّث عن المرأة ،منها المثابرة.. و المقموعة ..والمنحرفة ..والمثقفة والماكثة..والمظلومة ، والتي أخطأت بفعل ضغوطات المجتمع ،ونجده يدافع عنها أكثر ممّا يلومها وتعود بنا قصص سعدي إلى قصص قد كتبها رضا حوحو ،في زمن غير الزّمن ومكان غير المكان .واذكر على سبيل المثال المرأة المثقفة في قصّة وانفلق القمر والقمر يرمز للجمال والثقافة ،بينما في قصة عرس الشيطان نجد المرأة المحرومة .فحرمانها وراء هجرتها وانحرافها وفي جلّ قصص المجموعة نجده يرافع للمرأة لأنّها الأخت والأم والزوجة والطبيبة والمعلّمة و....و.. إيمانا منها بأنّ الدين أنصفها وأعطاها حقوقها كاملة. وبعدها سر البيت المفتوح التي فازت بجائزة الاستحقاق الدّولية ناجي نعمان بلبنان وهي الأخرى في الجامعات وطالبات كثيرات تكلّمن عنها من خلال مذكّرة لنيل شهادة الماستر على المستوى الوطني وخاصة الشرق الجزائري ..وأيضا عن المرأة وعالمها وجمالها وعطفها وحنانها .. والطّبيعة ومنبطحاتها وفيافيها .وما تزخر به من لوحات أعدّها ربّ الورى .،وقضية المرأة شغلت الكثير من الكتاب وسعدي ككلّ الكتاب يشغله تحرير المرأة وإنصافها ويعتبر ذلك من أهم القضايا ،وذلك لأنّها عماد المجتمع ،إذا أعددتها أعدت مجتمعا صالحا ،وإذا قهرتها قهرت مجتمعا بأكمله ..وبالتالي ساهمت في تفكيكه .فهو يرفض التقاليد البالية في مجتمعنا العربي منذ الجاهلية وإلى اليوم ..في بعض الجهات التي استعبدت المرأة وأساءت الفهم لمعنى ناقصات عقل ودين.