إن العرض المسرحي وسيلة من وسائل التعبير الحي، خصوصا إذا استعمل الجمال في وسائله الإخراجية، ما يعطي للعرض طابعا فنيا متميزا، و يعبر عن الفكرة التي أراد الكاتب ايصالها للمتلقي بواسطة المخرج . و أيضا من أهم وسائل التعبير الجمالي السينوغرافيا و ديكور العرض، الذي هو الكل الكامل فوق الخشبة بما في ذلك الملابس ،الإنارة التي تعبر عن المعنى، و أيضا الصوت الذي يعكس الكلام أو الخطاب الموجه من الملقي إلى المتلقي ، فضلا عن الموسيقى والحوار الدائر بين مجموع الممثلين . إن صناعة الجمالية في المسرح واعتراف المسرحيين بهذا النوع في الفن الدرامي، جاء منتصف القرن العشرين ، إذ لم يكن بالأمر الهين أن ينتقل الفن المسرحي من دراما أدبية إلى دراما فنية لها تركيبتها الخاصة ، والإخراج المسرحي ،عندما يستعمل الجمالية في الصورة الحية التي يراها المتلقي، يكون عن طريق تطوير عناصر اللعبة الإخراجية، لكي يستطيع المخرج إيصال الفكرة وجمالية المشهد الدرامي، وهنا تعتمد أساسا على دراسة العنصر كليا و ليس جزئيا ،لأن الارتباط يكون عن طريق الممثل الذي يقرأ النص ويرسله على شكل خطاب مشهدي عن طريق جسده و صوته، فهذه العناصر هي الأساس لبناء المشهد التمثيلي للمسرح. أما فيما يتعلق بالتركيبة الفنية ، فهي في الغالب ما تجسد عن طريق الديكور، الإضاءة والموسيقى ،ويركز المسرح في جمالياته على هذه العناصر، لأنها وسيلة للتعبير عن ما يوجد في النص،والغالب أن النص يحييه المشهد عبر تلك العناصر. علم الجمال هو إحياء الفن ،عبر مجموعة من الوسائل الإبداعية، التي تعطي للخطاب الدرامي روحا وترسل للمتلقي مشهدا دراميا مليئا بالجماليات التي لا تصنع إلا فوق ركح المسرح، والمسرح هو فن الصورة الحية الكاملة من النص إلى العرض دون إغفال أي جزء من الأجزاء الإبداعية .