نتطرق في ملف هذا الأسبوع إلى الظروف الصعبة التي يعيشها تلاميذ القرى و المناطق المعزولة في غياب التدفئة و الإطعام و النقل ،حيث يزاول هؤلاء الأطفال الدراسة في ظروف قاسية تنقصها الضروريات ،تمنعهم من متابعة دراستهم و تحقيق تحصيل علمي مقبول خاصة و أنهم يدرسون في أقسام باردة لا يقدرون فيها حتى على حمل الأقلام أو نزع المعاطف و القبعات و لا يجدون بما يفطرون إلا وجبة باردة إن حضرت لا تسد الرمق و أغلب هؤلاء الأطفال ينحدرون من عائلات فقيرة لا يمكن لها أن توفر لأبنائها «وجبة سريعة» يأخذوها معهم يوميا ناهيك عن الملابس الرثة التي تزيد من إحساسهم بالبرد .و معاناة هؤلاء تزداد حدة في فصل الشتاء حيث تشكو عدة مدارس بأولاد مع الله و سيدي بلعطار و سيدي علي و عشعاشة و خضرة غياب التدفئة و يقطع التلاميذ بالمناطق النائية مسافات طويلة للالتحاق بالدراسة في غياب النقل في حين تبقى 30 حافلة نقل مدرسي معطلة بحظائر البلديات .كما يضطر التلاميذ للتنقل من مؤسسة إلى أخرى للإطعام ما يرجح إمكانية وقوع حوادث مرور .و بولاية سيدي بلعباس أطفال يضطرون لقطع الوديان للوصول منهكين إلى مقاعد الدراسة المكتظة . و قد تفادت بعض المدارس بأرياف معسكر تشغيل المدفآت بالمازوت لدرء الخطر عن الأطفال لكنها بقيت بدون تدفئة و ظل التلاميذ يتمدرسون تحت البرد كما غابت الصيانة و بقيت المدفآت معطلة بالمدن. و بسبب تذبذب في التموين منذ أن تكفلت البلديات بمهمة التسيير بات 2000 تلميذ بالطور الابتدائي محرومون من الإطعام بتيارت. و تلاميذ متوسطة بعين الأربعاء بتموشنت الذين يقطنون بعيدا يتناولون الوجبة في الشارع .