حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) من تفشي الجراد الصحراوي في شمال شرق افريقيا و المملكة العربية السعودية بسبب الامطار الغزيرة، حسبما أفادت المنظمة على موقعها الالكتروني. و جاء في تقرير المنظمة : " سبب سقوط الأمطار على امتداد السهول الساحلية للبحر الأحمر في إريتريا والسودان تكاثر جيلين من الجراد منذ أكتوبر مما أدى إلى حدوث زيادة كبيرة في أعداد الجراد وتشكيل أسراب سريعة الحركة، عبر واحد منها على الأقل البحر الأحمر ليصل إلى الساحل الشمالي للمملكة العربية السعودية في منتصف الشهر تبعته هجرات إضافية بعد حوالي أسبوع". ودعت المنظمة جميع البلدان المتضررة إلى تعزيز إجراءات اليقظة والسيطرة لاحتواء التفشي المدمر وحماية المحاصيل من أخطر الآفات المهاجرة في العالم. كما اشارت الفاو الى تحرك مجموعات من الجراد الناضج المجنح وبعض الأسراب الأخرى شمالاً على امتداد الساحل وصولاً إلى جنوب شرق مصر في نهاية الشهر. و حسب ذات التقرير، فقد شهدت المناطق الداخلية من السعودية تكاثر جيلان من الجراد في منطقة جنوب شرق الربع الخالي بالقرب من الحدود اليمنية العمانية بعد هطول غير معتاد للأمطار الغزيرة نتيجة لإعصاري مكونو ولبان في مايو وأكتوبر 2018 . ووصل عدد قليل من هذه الأسراب بالفعل إلى الإمارات العربية المتحدةوجنوبإيران مع خطر اتساع رقعة انتشارها نحو الحدود الهندية الباكستانية، يضيف تقرير الفاو. و لمكافحة تفشي الجراد الصحراوي، تم تنفيذ عمليات رش جوية في السودان والسعودية مدعومة بتدابير سيطرة أرضية في كلا البلدين وكذلك في إريتريا ومصر، حيث تم معالجة أكثر من80،000 هكتار منذ ديسمبر. وقال كيث كريسمان مسؤول تنبؤات الجراد الصحراوي في الفاو: "ستكون الأشهر الثلاثة القادمة حاسمة في السيطرة على حالة الجراد قبل بدء عملية التكاثر في الصيف. ويعتمد اتساع الرقعة الحالية للفاشية على عاملين رئيسيين وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان وإريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس ومايو على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية". و من اجل استعراض الوضع الحالي وتكثيف عمليات المسح والمراقبة، تنظم الفاو لقاءا في الأردن من 17 الى 21 فبراير مع الدول المتأثرة .
== استمرار التكاثر في فبراير على ساحل البحر الأحمر في السودان وإريتريا ==
و حسب توقعات خبراء الفاو فان التكاثر سيستمر في فبراير الجاري على ساحل البحر الأحمر في السودان وإريتريا ، بما يؤدي إلى زيادة أخرى في مجموعات الجراد النطاط والبالغ، وحزم النطاط وأسراب الجراد البالغ. كما توقعوا انه "مع جفاف الغطاء النباتي، من المرجح أن تتحرك مجموعات من الجراد البالغ وبعض الأسراب شمالًا على امتداد ساحل البحر الأحمر في إريتريا إلى السودان ومن ساحل البحر الأحمر في السودان إلى وادي النيل في شمال السودان. وهناك خطر متوسط من استمرار بعض الأسراب في عبور البحر الأحمر إلى المناطق الساحلية والداخلية في السعودية". كما أشارت الفاو الى التهديد الخطير الذي يشكله هذا النوع من الجراد للإنتاج الزراعي وسبل المعيشة والأمن الغذائي والبيئة والتنمية الاقتصادية موضحة ان " الجراد الصحراوي هو جنادب قصيرة القرون يمكن أن يشكل أسراباً كبيرة ويشكل تهديدًا خطيراً ". و جاء في تقرير الفاو انه " يمكن لأسراب الجراد البالغ أن تطير لمسافة تصل إلى نحو 150 كم في اليوم باتجاه الريح. وتستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها، في حين أن الجرادة البالغة تلتهم يومياً ما يعادل وزنها تقريباً من الغذاء الطازج- نحو غرامين يومياً. ويستهلك سرب صغير جداً من الجراد في اليوم الواحد ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها نحو 35000شخص". كما دقت المنظمة ناقوس الخطر حول " الأثر المدمر الذي يمكن للجراد أن يسببه للمحاصيل و يشكل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي خاصة في المناطق الضعيفة اصلا ". و في اطار عمل الفاو لمنع انتشار الجراد ، تشغّل "خدمة معلومات الجراد الصحراوي" في المقر الرئيسي للفاو في روما نظاماً عالمياً للرصد والإنذار المبكر منذ سبعينيات القرن الماضي وذلك في إطار استراتيجيتها الوقائية ضد الجراد. تساهم أكثر من 20 دولة مواجهة في أفريقيا والشرق الأدنى وجنوب غرب آسيا في هذا النظام من خلال القيام بعمليات مسح منتظمة في الصحراء بحثاً عن نباتات خضراء وجراد صحراوي. وتستخدم الفرق الميدانية أداة مبتكرة طورتها الفاو تسمى " آي لوكوست 3" و هي عبارة عن جهاز لوحي يدوي يستخدم لتسجيل الملاحظات وإرسال البيانات آنياً عبر الأقمار الاصطناعية إلى مراكز الجراد الوطنية وإلى "خدمة معلومات الجراد الصحراوي". و يتم تحليل هذه المعلومات بانتظام إلى جانب معطيات الطقس والمواطن البيئية وصور الأقمار الصناعية بهدف تقييم الوضع الحالي للجراد اضافة الى تقديم تنبؤات تغطي فترات تصل إلى ستة أسابيع مسبقاً وإصدار تنبيهات وتحذيرات للجهات المعنية إن لزم الأمر.