عاد أسد وهران، المسرحي الكبير الراحل عبد القادر علولة، أمس السبت إلى خشبة المسرح الجهوي لوهران، الذي يحمل اسمه ولا يزال يحفظ صدى أنفاسه منذ اغتياله، لينبعث من رماده، من خلال العرض العام لمسرحيته الخالدة «الأجواد»، التي ألبسها المخرج الشاب والموهوب جميل بن حماموش، وشاحا جديدا وجميلا، وهي من انتاج جمعية «استجمام» الثقافية، بالتعاون مع مؤسسة عبد القادر علولة، التي ترأسها أرملة المرحوم رجاء علولة. كانت الفرجة والفرحة معا في الموعد خلال هذا اليوم، كيف لا و الأمر يتعلق بإعادة إحياء أهم الأعمال المسرحية في تاريخ المسرح الجزائري، وقامة مسرحية كبيرة تركت بصماتها راسخة في الفن الرابع، حيث تألقت الوجوه الجديدة للأجواد، التي وإن اختلفت في الشكل عن الفنانين القدامى الذين شاركوا في العرض الأول لهذه المسرحية سنة 1984، إلا أنها أبدعت وحافظت على نفس المستوى لهذا العمل المسرحي، الذي لم يفقد بريقه قط، بل زاد إشعاعا هذه المرة من خلال الأسماء اللامعة والموهوبة، بدءا من المخرج جميل بن حماموش الذي حرص على بعث هذا العرض الخالد من جديد بطريقة عصرية، تكريما لمبدعها و لامتاع الجمهور بهذا العرض المتميز بقوة حبكته الدرامية و صوره الجمالية، حيث لم يحيد عن الأصل وظل وفيا للتراث الشعبي في أدق تفاصيله، من خلال توظيف القوال، الذي رسم معالم جدارية حافلة بالمشاهد الحياتية اليومية للمجتمع، لاسيما مشاكل و انشغالات الناس البسطاء، كل هذا تجسد في ثلاث لوحات استغرقت ثلاث ساعات كاملة من الزمن.. لقد اجتهد المخرج جميل بن حماموش، رفقة مساعدته سميرة بشير بويجرة، في عصرنة «الأجواد 2019 « بلمسات خاصة، لسيما في توظيف القوال، الذي يسرد قصة جلول لفهايمي ومعاناته في المستشفي، ويوميات لحبيب مع حيوانات الحديقة، والصداقة التي تجمع عكلي والمنور، وكذا أداء الشخصيات الذي كان متقنا ومقنعا للغاية ومختلفا من حيث طريقة الأداء، تجسد ذلك في الأدوار التي تقاسمها كل من إبنة الراحل عبد القادر علولة رحاب، والممثل أمين بوكراع وهواري بوعبدالله، ومريم مجكان وحبيب لرجام وأمين حبيب هادف أمين، وكذا جواد بوغراسة، وأيضا السينوغرافيا التي تفنن في تصميها غود فروت سيزار، حيث عوضت الإضاءة الديكور، الخاص بكل لوحة على حدة..