عندما تستقل العدالة وتكسر أغلال التبعية والطاعة العمياء للنظم السياسية وتتحرر، لمّا تسقط الحصانات كأوراق التوت حين يماط اللثام عن المستور المدسوس المقفول بمفاتيح النفوذ، تفوح رائحة الفاسد وتتدفق الفضائح، كما يتدفق الحمأ من بالوعة تفتح بعد سنوات من النسيان... «الغش يبان كي الصيبان» و«ڤصيرة ڤصيرة طريڤ الخيان»، كانت تقول «بنت سي الحاج» رحمه الله عليها... والفضائح «عْلَى كلّ حَالْ» أشكال وأحوال بل فنون وأنماط... ولأننا نصنع دوما التميز والاستثناء في الحرب وفي السلم في المال وفي الأعمال في الإعمار والإستثمار، فقد تفوقنا على عبقرية الأمريكان في «الواترڤايت» و«الإيرانڤايت» أيام نكسون وريغان وعلى دهاء الفرانسيس عهد كامبديسوس في «الكريدي ليوني» بل وعلى سلطان بروناي وامبراطور إفريقيا الوسطى «بوكاسا»... عندنا من يغرف من بحر ومن ينحت من صخر ملايير الدينارات والدولارات والأورويات بجرة قلم وكلوا من لحم الثور الأبيض واشربوا من لبن البقرة الحلوب.. «بڤرة ليتاما»... ...وحين تهوي الحصانات ويعلو صوت العدالة وتتوازى كفتا الميزان فقط تضرب مطرقة القضاء وتسقط رؤوس الفساد رأسا رأسا وتلك فقط لحظة دولة القانون.. أو ليس العدل أساس الملك يا...؟