دخل أمس الحراك الشعبي ضد النظام الحاكم في البلاد شهره الثالث وأسبوعه العاشر على التوالي ولا زالت المطالب الشعبية مصرة على رحيل العصابة ومحاسبة رؤوس الفساد وهو الشعار الذي ردده بقوة الوهرانيون في مسيرة أمس التي حطت الرحال على غير العادة بجسر زبانة وتحديدا قرب تمثال شهيد المقصلة حيث اختار رواد الحراك هذا المكان ليكون نقطة تجمع كل الحشود القادمة من مختلف مناطق الولاية في خطوة لتنظيم وتأطير المظاهرات وتوحيد الصفوف وتجنب تشتت المتظاهرين وتفرقتهم عن بعضهم البعض مثلما حدث في الجمعة الماضية وعلى وقع استدعاء العدالة لمسؤولين ورجال أعمال للمثول أمام هيئتها وإيداع شخصيات معروفة الحبس المؤقت كانت رسالة الشارع الوهراني موجهة مباشرة إلى الجيش من جهة وفرنسا وأفراد العصابة. من جهة أخرى، حيث حملت هتافات المواطنين دعوات إلى محاكمة جميع المسؤولين المفسدين وليس تصفية الحسابات تحت شعار "نريد محاكمة العصابات وليس تصفية الحسابات و"الشعب يريد محاكمة السعيد" "ارحلوا جميعا واتركوا السلطة للشعب" "الدستور هو الشعب" "عصابة يا عصابة حان وقت المحاسبة" "لا استسلام حتى يسقط السيستام" وعبر البعض من المتظاهرين عن استيائهم من بقاء الباءات المرفوضة رغم تمسك الشعب برحيلهم بداية من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح ومرورا برئيس الحكومة غير الشرعية ووزراءه غير المرغوب فيهم وصولا إلى الذين وصفوهم بأولاد فرنسا وهو ما جاء في عبارات رددها المتظاهرون على غرار "يا ديغول دي أولادك هذي بلادي مشي بلادك" "جزائري يريد التغيير لا لحكومة التزوير" وفي مساندة للجيش هتف الوهرانيون بجنود المؤسسة العسكرية ورجال الشرطة، تحت شعار " جيش بلادي يا شجعان احمي بلادك من العديان "يا جندي يا شرطي هذي بلادك وبلادي"، وتضارب للمتضاهرين بين مؤيد ومتحفظ من خرجة قائد الأركان الأخيرة في خطابه، وبين مؤمن بخطة المؤسسة في مسايرة هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد من أجل القضاء على الفساد ورافض بقاء النظام والتمسك بالإرادة في التغيير الجدري واضحا في كل التجمعات، كما ظهرت في المسيرة لافتات تشدد على الوحدة الشعبية ولا فرق بين عربي وشاوي وترقي وقبائلي، ردا على محاولات إثارة نعرات عرقية وجهوية في الجزائرخاصة ما يتعلق بمنطقة القبائل كما شهدت ساحة أول نوفمبر تجمع حشود كبيرة من المتظاهرين الذين جابوا شوارع المدينة انطلاقا من نقطة انطلاقها بمحور الدوران لتمثال الشهيد أحمد زبانة.