تشهد مواقع التواصل الاجتماعي ، انتشارا واسعا للذباب الالكتروني ، في محاولة للتشويش على الحراك الشعبي السلمي ، الذي تعيش على وقعه بلادنا للجمعة الرابعة عشر على التوالي ، حيث لم يتمكن من تقسيمه رغم حضوره الكثيف و المزعج على هذه الفضاءات الالكترونية ، التي اختار السباحة فيها ، لم لها من تأثير كبير على روادها المقدر عددهم بالملايين . و نظرا للسرعة الفائقة التي تتيحها هذه المواقع على اختلافها لا سيما «الفيسبوك» في نشر المعلومات في وقتها و على أوسع نطاق ، غير أن اكتساح هذا الذباب لهذا الفضاء في غير موسمه !! من خلال فتح حسابات وهمية و مزيفة على «السوشل ميديا» ، من قبل المندسين أو القوى غير الشرعية أو حتى الأيادي الخارجي و كل من يزعجهم الحراك ، لأن على ما يبدوا أعداء الجزائر والمتربصين بهذا الوطن في تكاثر ... بغرض نشر الشائعات ومعلومات مغلوطة وأخبار كاذبة ، لا تمت للصحة بأي صلة لا من قريب و لا من بعيد ، و اعتمادها على أساليب أخرى منها التضليل و التمويه ، و في بعض الأحيان الذهاب إلى تحريف مطالب الشارع ، و محاولة إفراغها من محتواها و تحريفها عن المسار الذي اختارته وتبنته منذ البداية ، و الدعوة إلى التفرقة القائمة على أسس عرقية و جهوية ، لكن كل هذه الأساليب المشبوهة ، لم تشكل أي قوة مضادة على الحراك الشعبي ، بل إنها تبددت أمام قوته ووحدته وتنظيمه العفوي المحكم ، حيث لم تستطع مقاومة فطنة و يقظة و وعي الفاعلين فيه ، وكل المشاركين في المسيرات السلمية من أبناء الشعب ، منذ 22 فبراير الماضي ، الذين أثبتوا لهؤلاء وهؤلاء ، أنهم أكبر من أن يتم خداعهم ، و باءت بذلك محاولات هذا الذباب الذي بات يسبح عكس التيار بالفشل ، لأن بيئة السلمية لا تليق بمن تعود على السباحة في المياه العكرة. إن الحرب الالكترونية باتت على أشدها اليوم ، حيث اتخذت من مواقع التواصل الإجتماعي ، فضاء للتصريحات و التكذيبات و التراشق بالتهم و نشر الرسائل و البيانات ، للكثير من الأحزاب و الشخصيات السياسية و قوى المعارضة ، لضمان وصولها حال نشرها إلى الرأي العام ، كما شكلت هذه المواقع ، أرضية خصبة لتصفية الحسابات من خلال إحياء صراعات و ملفات قديمة ، التي أعيد بعثها من جديد ، أو لزرع الفتنة و الاستثمار في الأزمة السياسية التي تشهدها بلادنا ، من خلال تشتيت الأفكار و الرؤى في هذه المرحلة الحساسة بالذات. و إن كانت ظاهرة انتشار الذباب الالكتروني ، قد كشفت عن الأسماء التي تقف وراءها في الكثير من البلدان العربية ، إلا أن الأمر لا زال يلفه الغموض عندنا ، ربما لأن الجزائر تخوض ثورة ليست ككل الثورات ، و هي من تعودت على صنع الاستثناءات المبهرة ، لكن الشيء الأكيد ، أنها لم تتمكن من تقسيم صفوف الثورة السلمية المتراصة ، التي يقودها الشعب بخطى ثابتة ضد السلطة ، دون أن ننسى الذباب المنتشر على اليوتوب ، الذي لم يصمد بدوره ن أمام الكم الهائل من الفيديوهات و القنوات ، التي عرت رموز الفساد في بلادنا وفضحتهم ، من خلال الكشف عن الكثير من الملفات الثقيلة و الحقائق و القضايا المتورطين فيها.