قبل أن تمر ذكرى غيابك دون أن أشعر بها أو قبل أن انتظر وقت قدومها في أي سنة وشهر ويوم.. قبل أن تسحقني روح من أحب أو مسميات قاهرة فتاكة الحاجة والرغبة ..الخ. وإن نسيت فقد جبنت أعذرني وقتها وسامحني فروحك دائما لا تفارق حلمي.. إلى أستاذي الغائب جسدا والحاضر روحا (.....) ، لا أدري هل ما زلت تذكر وجهي وابتسامتك الصارمة المصحوبة بقهقة خفيفة.. لا أعلم والله أعلم بما تخفيه الأرواح وبمن تلتقي في الليل والنهار بلا مواعيد ولا عناوين ، إلى من فتحتم قلبه بمشرط الجراحة في غرفة العمليات تحت مصطلح عملية « القلب المفتوح»، هل فعلا كانت عملية القلب المفتوح؟ ، هل كان قلبه مفتوحا أم مغلقا بقفل (غثيمي)، ومفتاحه مع أطفاله.. مجرد مفتاح أو دمية للعب.. هل اكتشفتم أسماء التلاميذ الذين أحبهم وأحبوه؟ هل رأيتم وجوه من أحبهم وأحبوه؟، وقصيدة شعر لا زالت عالقة في جدارية قلبه المفتوح/ المغلق؟! ، أم تمزقت مع أول ذبحة وقطرة دم؟ !. يقولون إن كل أسماء من نحبهم تكتب في القلب حتى لو لم نبح بهم و بسرهم وعندما يتعرض القلب لعملية كهذه (القلب المفتوح) يجدون الأطباء كل الأسماء والوجوه على ذلك الغشاء الناعم.. لم ألمس من قبل قلب أي كائن.. إلا قلب جِدْي أصر عليَّ بذالك والديّ لأتعلم الذبح، كان يوم عيد قبل تسع سنوات ولم يعلموني كيف أزرع الوردة والعشب معا للجدي لكي يتغذى من العشب جسدا.. ويتغذى روحا من الوردة البيضاء أو الحمراء.. المهم وردة ولكنهم للأسف علموني أذبح ذلك الجدي.. ولكني أتوقع أنه ناعم أملس أتوقع فقط ولست «طبيب جراج»، كما في أغنية جورج وسوف الذي يشتكي فيها لوم الناس، لأن كل طب العالم لم يفد في علاجه.. أعتقد أنه بالغ في ذلك.. ولكنها لوعة المحب.. سيقال لي لا بل هو صادق فيما قال.. هذا المجرّب للحب، أما أنا بدري «هيهات مني الذلة»، فقد عشقنا العنف والتعاسة والعنوسة.. أعتذر لخروجي عن النص أعلاه.. ولهذا قلت قبل النسيان قبل النسيان وما أدراك ما النسيان بعض الأحيان تبحث عن اسمك فتجده معلقا خلف الباب داخل جيب البنطلون في البطاقة الشخصية.. لماذا البطاقة الشخصية وما فائدتها فنحن منسيون؛ والبطاقة عملية حصر عدد كل فرد في الوطن حتى يتم تغذيته ومداواته ورش العطر في النوافذ والأبواب ،كما في بعض الدول المتقدمة، أما نحن لا متقدمة ولا متأخرة ولا متخلفة نحن دون خيارات بين الأقواس نحن منسيون..قبل النسيان.. قبل أن يموت فينا الضمير قبل أن يموت الوطن..