رفع، محاربو الصحراء كأس أمم إفريقيا بأرض الكنانة وأيّ كأس عاد بها أشبال الكابتن جمال بلماضي الذين جابوا شوارع العاصمة، أمس، على متن حافلة الافتخار، الآلاف من المناصرين وبعد ليلة بيضاء قضوها في الاحتفال بالنصر، صاحبوا حافلة الخضر لأخذ الصور التذكارية وتقدير جزيل الشكر والامتنان لهذا الفريق الذي صنع مجد الجزائر في وقت غابت الفرحة عن الجزائريين ... العلامة الكاملة للشعب الجزائري الذي ساند المنتخب فرح وبكى معه ... صور ولوحات جميلة صنعها هذا الشعب الأبي منذ بداية كأس أمم إفريقيا إلى غاية يوم أمس وهو يستقبل الفريق الوطني، صور لآلاف المناصرين وهو يركضون وراء حافلة الخضر وكلّهم اعتزاز بجزائريتهم هاتفين « وان تو تري فيفا لالجيىي». حاملين معهم كأس أمم إفريقيا أو «الكحلوشة» كما يحلو للكثيرين تسميتها، وصل، أمس أبطال الجزائر من مصر، بعد ليلة بيضاء قضاها العاصميون احتفالا بالانتصار والفوز بالكأس الثانية لأندية أمم إفريقا بعد 29 سنة من أوّل كأس حاز عليها المنتخب الوطني، احتفالات في كل ولايات الجمهورية ، فرحة عارمة طالما انتظرها الجزائريون الذين دخلوا في عوّامة الحراك منذ 22 فيفري الماضي .. انتصار المنتخب الوطني أعطى نفسا جديدا للشعب وأعطاه قوّة وحركيّة أكبر لمواصلة المسيرة. نزل كابتن الفريق الوطني، رياض محرز، حاملا للكأس الافريقية ونزل وراءه أبطال افريقيا تباعا والطاقم الطبي والتقني للفريق الوطني تحت قيادة المدرّب الذي صنع المعجزات في ظرف قياسي، بعد استقبالهم من طرف الوفد رسمي بالمطار صعدوا على متن حافلة خاصة كتب عليها فخورون بكم باللغات الثلاث، العربية، الأمازيغية والفرنسية، ومنذ خروج الحافلة من المطار وآلاف المواطنون يصاحبونها من على طرفي الطريق السريع، صور تعكس شغف الشعب الجزائري بالكرة المستديرة، تعكس تعطّش الشعب للفرحة، أنصار المنخب الوطني نزلوا بقوّة لاستقبال فريقهم الوطني. ورغم التعزيزات الأمنية الكبيرة التي صاحبت خروج المنتخب الوطني على متن الحافلة من المطار مرورا بالطريق السريع وصولا إلى شارع جيش التحرير الوطني وساحة أوّل ماي وسط العاصمة إلى غاية استقباله من طرف رئيس الدولة عبد القادر بن صالح بقصر الشعب، إلى أن العدد الكبير للمواطنين الذي فاق عشرات الآلاف وصلوا إلى الحافلة واحتكوا بها مغامرين بذلك بحياتهم من أجل التقاط الصور مع أبطال الجزائر وإفريقيا والتعبير لهم عن شكرهم لتشريفهم الجزائر. العلامة الكاملة للشعب الجزائري الذي يصنع المعجزات ويفرح بطريقته، صنع الحدث في القاهرة بالأعداد الهائلة للجزائريين الذين توافدوا من أجل مناصرة فريقهم وكذا وبتصرفاتهم الأخلاقية من خلال تنظيف الملعب بعد كل مباراة تجمع الفريق الوطني ... العلامة الكاملة للمناصرين الذين قضوا ليلة بيضاء للاحتفال بالانتصار الذي غاب عن الجزائر منذ 29 سنة .. الانتصار غاب وغابت معه الفرحة لتعود للجزائر ويعود معها الأمل بغد أفضل ... غد يراه الكثير من المتتبعين للشأن السياسي مشرقا وأكثر وضوحا سياسيا واقتصاديا إن شاء الله. صور ولوحات جميلة صنعها الأنصار، أمس، كذلك بشوارع العاصمة، وهو يرحبون بمحاربي الصحراء الذين جابوا العاصمة عبر حافلة الفخر والاعتزاز، نجمة ثانية ألصقها الأبطال بأقمصة المنتخب الوطني، بعد مقابلة قتالية خاض فيها المنتخب الوطني حربا ضروسا على نظيره السينغالي، فوز مستحق لأبطال لعبوا الكرة ليس بأقدامهم فحسب وإنما بأجسادهم وحواسهم وضمائرهم حملوا حب الجزائر ... بكوا وأبكوا معهم 40 مليون جزائري، بقي العلم مرفرفا على سماء القاهرة منذ دخول المنتخب الوطني لملاعب الفراعنة إلى غاية آخر يوم من البطولة ... فريقا صنع الفرحة وأدخل البهجة على قلوب جزائريين تعطّشوا للفرحة رفعوا العلم الوطني ... فاشهدوا ... فاشهدوا ... فاشهدوا.