مع سقوط أولى امطار الصيف يتكرر في كل موسم شبح السيول الجارفة التي تنتج عن انسداد البالوعات وما ينجر عنها من آثار سلبية يدفع ثمنها المواطن الذي يندد بسياسة الترقيع والغش والبريكولاج في انجاز مختلف المشاريع ،وهو ما بات يتسبب في تكرار نفس السيناريو في كل موسم أمطار وهو ما يدفع المواطن للتساؤل حول جدوى تسجيل مشاريع للحيلولة دون وقوع مثل هذه الكوارث . وقد تسببت اولى الأمطار المسجلة قبيل فصل الخريف إلى غرق عدة أحياء سكنية بعدة بلديات بسيدي بلعباس في ظرف 48 ساعة من تساقط الأمطار خلال الأسبوع الماضي ما حول الطرقات إلى أنهار خاصة ببلديتي سيدي علي بوسيدي و عين البرد اللتين شهدتا أمطارا طوفانية خلال الأسبوع الماضي بسكان المنطقتين إلى الخروج إلى الشارع احتجاجا على انسداد بالوعات الصرف الصحي ما تسبب في عزل العديد من التجمعات السكنية. وبالموازاة مع ذلك عرفت بلدية مرحوم جنوب الولاية هي الأخرى كارثة كبيرة من جراء انسداد بالوعة للصرف الصحي تقع أمام مقر البلدية وأمام أعين المسؤولين ،حيث باتت تنبعث روائح كريهة في الشارع الرئيسي دون تحرك المصالح المختصة. ومن جهتهم يعيش القاطنون بعمارات "الطليان" بحي باب الضاية وسط مدينة سيدي بلعباس حالة استنفار قصوى كلما تساقطت الأمطار بحيث تغمر المياه سكناتهم خاصة تلك الواقعة في الطوابق السفلية ، حيث كان السكان في أكثر من مناسبة يستدعون مصالح ديوان التطهير التي تنزل للميدان بشاحنات الضخ لامتصاص المياه العائمة المتسربة داخل الشقق ، و ما يزال هذا التجمع السكني و منذ سنوات تحت وطأة المياه العارمة مع كل موسم امطار ، بشكل يستدعي حسب قاطنيه تدخلا عاجلا لمعالجة انسداد البالوعات الذي يعتبر العامل الرئيسي في تفشي فيضان المياه تزامنا مع كل تهاطل كثيف للأمطار ، و التي أصبحت لدى المواطنين بمثابة دق ناقوس الخطر لاتخاذ كافة الإحتياطات اللازمة ، و عندما تكون التساقطات المطرية جد معتبرة يؤكد السكان أن مصالح ديوان التطهير يلزمها ساعات لإعادة تصفية المجاري و لامتصاص المياه ، هذا و لا تزال النقاط السوداء المعهودة ببلدية سيدي بلعباس دون معالجة رغم طلبات المواطنين في أكثر من مناسبة ، و هي الحي المذكور و نفقي حي سيدي الجيلالي في الضاحية الشمالية لعاصمة الولاية ، و السكنات المتاخمة للقطب الجامعي و تجمع 400 مسكن ، يأتي هذا رغم قيام المصالح البلدية بإطلاق برنامج تحضيري يسبق فترة الاضطرابات الجوية من خلال إعادة السيولة للبالوعات المسدودة و صيانة و تطهير المصارف الصحية و مجرى واد مكرة.