أحيت سينماتك وهران أول أمس الخميس ، الذكرى ال 58 لأحداث 17 أكتوبر 1961 ، حيث عرضت بالمناسبة الفيلم الوثائقي « أكتوبر في باريس» للمخرج الفرنسي جاك بانيجال ، الذي يسلط فيه الضوء على هذه الجريمة المرتكبة في حق جاليتنا المقيمة بباريس عاما قبل الاستقلال ، التي خرجت في مسيرة سلمية احتجاجا على حظر التجول الذي فرض على الجزائريين دون سواهم ، المطالبين باستقلال وطنهم الأم ، حيث يبرز هذا الشريط الوثائقي ، خروج ما يقارب الثلاثين ألف جزائري في مظاهرة ، دعت إليها جبهة التحرير الوطني ، و استجاب إليها المهاجرون الجزائرون بقوة ، حيث نددوا بالتمييز الذي تضمنه القرار التعسفي ، أصدره محافظ الشرطة موريس بابون في 5 أكتوبر 2016 ، يأمره فيه بحظر التجول على الجزائريين... قدم المخرج جاك بانيجال في فيلمه هذا ، صورا قاتمة السواد عن القمع و الظلم ، كانت تعكس بصدق مشاهد بشعة من ليلة حالكة ليوم مشؤوم ، لا يزال راسخا في الذاكرة الجماعية للجزائريين ، كما أنه يعتبر محطة سوداء في تاريخ فرنسا الاستعمارية ، التي ارتكبت مجزرة حقيقية في حق مواطنين عزل ، حيث نكلت بأجسادهم و رمت بجثثهم في نهر السين ، الذي ارتوى بدمائهم و سيبقى شاهدا على أبشع جريمة في تاريخ الإنسانية ، على مر الأزمنة و العصور. لقد ترك الكاتب و المخرج جاك بانيجال ، الذي رحل في 12 سبتمبر 2010 عن عمر ناهز 88 سنة ، وثيقة مهمة و شهادة حية حول مجازر 17 أكتوبر 1961 ، من خلال هذا الفيلم الذي أنجزه سنة 1962 ، و قد منع وقتها من العرض ، إذ لم يتسن للجمهور مشاهدته إلا في 1973 ، بعد دخول المخرج في إضراب عن الطعام... من جهة أخرى فقد جاء عرض فيلم «أكتوبر في باريس» بسينماتك وهران ، متبوعا بفيلم « الخارجون عن القانون « للمخرج رشيد بوشارب.