«من غشّنا فليس منّا».. فهل فكر يوم أحدنا في هذا الحديث النبوي الشريف ؟ لا أطن ذلك لان سلوكاتنا وممارستنا اليوم أضحى يشوبها الغموض فالكل يسعى الى الطرق والسبل القصير والملتوية ويمارس الغش المهم هو الوصول الى المبتغى وبمبدأ كل الأساليب ممنوحة للأسف هو واقع مرّ نعيشه بتناقضاته لو تحدثنا مثلا عن التجارة و ما أدراك ما الممارسات التجارية و الاساليب الاحتيالية لعدد من التجار الذين همهم الوحيد هو الربح السريع ولو كان على حساب حياة المستهليكن و العينة من باعة أجهزة التدفئة في هذا الفصل البارد الذي يكثر الطلب عليها فالمأساة الموجودة عندنا عكس البلدان المتطورة التي تشهد وجة صقيع لأسابيع متواصلة وحالات الاختناقات تعد على أصابع اليد ، وفي بلداننا نحصي سنويا إبادة عائلات بأكملها بسبب الغاز ، آباء و أمهات و أطفال و رضع هم من ضحايا الغاز القاتل المتسرب من مختلف أنواع أجهزة التدفئة و سخانات المياه .فنحن الأكثر عرضة الموت من قبل هذا القاتل الصامت الخفي المنفلت من أي عقاب والأكيد أن لهذه المأساة أسباب جدية تتركز في الأساس في نوعية نستعمله من تجهيزات التدفئة سواء تعلق الأمر بما نستورده و ما نصنعه و ننتجه و في مدى نجاعة أجهزة الرقابة بمختلف اختصاصاتها في حماية المستهلك من البضائع المقلدة و الفاسدة و المهددة لحياته ، و المسألة لا تتعلق حصرا بالمدفآت و سخانات المياه بل المصيبة أعم و أشمل فكل ما يأكله و يشربه و يلبسه الجزائري أصبح اليوم مثار ريبة. وما زاد الطين بلة غياب ثقافة المجتمع والوعي بمخاطر هذه المنتوجات المغشوشة في ظل فشل مؤسسات التنشئة الاجتماعية .