الثقافة، أصبحت اليوم، من الروابط التي تمتن التماسك بين الشعوب، وتقوي درجة الاتصال معها، لأن الانسانية، كأصل واحد، تربطها ببعضها البعض، قواسم مشتركة أكثر مما يفرقها، بغض النظر عن الديانات السمحة الداعية دوما لإحترام البشر ونشر قيم الخير... ومن هذا المنطلق فإن الشعوب الإسلامية أمامها الكثير من التحديات، محتم عليها كسبها، وتأتي في صدارتها تحصين الأخوة بدعم أكثر للروافد الثقافية على اعتبار أنها تنبع من منهل واحد في المرجعية .. إذن فلا هروب من إعطاء الثقافة مكانتها المستحقة في عالمنا المتسم بالاختلاف والتنوع ... ثقافتنا أصيلة، وشعوبنا الاسلامية لها ما يوحد صفها كأمة منوط بها، نشر رسالة السماحة والصلح ومثل العدل والأمن في العالم، هذه المثل التي ينشدها كل بني البشر كإخوة من أرومة واحدة. لقد مزقت البلدان الاسلامية ظروف سياسية، كانت وراءها زمرة من الدول المعروفة بعدائها الدفين لكل ما هو مسلم وراهنت على زوال العالم الاسلامي ضمن حسابات جهنمية، لكن سنة الحياة، كانت ولا زالت أقوى منهم فما زال العالم الإسلامي قائما بدوله وشعوبه، يجابهون العقبات مهما عظمت حتى وإن رقعة الخلافات متسعة، لكن نية الوحدة الثقافية موجودة في ضم الصفوف وإخراجها الى العلاقات الدولية، بصوت واحد، وثقافة إسلامية موحدة، تعطي الدروس للآخرين في حفظ الكرامة الانسانية. طبعا هذا ليس بالأمر الهين، فالعالم الاسلامي يدرك وزراؤه للثقافة أن ما فرقته السياسة قادرة على جمعه الثقافة وبإنجازات جد مشهودة.