القمح، السلاح الاستراتيجي، الذي أضحى فتاكا، لدى الدول الكبرى، أكثر مما يفتك دوي القنابل النووية، القمح المادة الحيوية التي ما زالت الشعوب تكابد من أجل إستيرادها، سدّا للرمق، وتجنبا لأية صدمات..، والجزائر من البلدان، التي ما زالت تستورد هذه المادة، بالرغم من أنها كانت مطمورة أوروبا، حسب المؤرخين المنصفين، وهي اليوم تسعى جاهدة للتحرر من التبعية من الإستيراد، على وجه أقل بالنسبة لهذا المنتوج ذي الطبيعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الخاصة. لا يمكن أن تظل الأمور عندنا على حالها، فالإمكانيات الطبيعية، من أراضي خصبة، ووسائل مادية، وطاقات بشرية موجودة، الكل يستلزم عليه الانخراط في هذا المسعى كونه قضية حياة أو اندثار.. رأينا وما زلنا نرى كيف سقطت دول في فك المضاربين الكبار لهذه المادة، في أوروبا وأمريكا، وأضحوا يستعملون ورقة القمح، كوسيلة ضغط في العلاقات السياسية العالمية، لأنهم يدركون أهميته التي لا تتدحرج إلى الحضيض، شأنها شأن القمح الأسود ونعني به النفط... القمح، يعني القوت والقوت هو أساس السلم، في كل البلدان والجزائر بالرغم من التزامها بالتقليص من فاتورة الاستيراد، فالمسار لا زال يتطلب معالم أخرى نوعية لزراعة القمح، والوصول إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي، حتى نكبح جماح نفقات البلاد من العملة الصعبة الموجهة جلّها إلى الواردات الغذائية.. وتوجيه هذه الموارد إلى مجالات هي في أمسّ الاحتياج إليها.. إذن فلنفتح صفحة جديدة مع الصديق الحميم القمح، كي لا يقسو علينا بفاتوراته الثقيلة.