في 8 مارس 2015 من مجلة الشهرية البريطانية كتبت الإعلامية " لي كويز " مقالة عنوانها " شاعرة الحب "، عن الشاعرة الأندلسية ولادة بنت المستكفي، محبوبة و ملهمة ابن زيدون، وقصتهما ترد في تواريخ الأدب وفي الرواية البريطانية. كانت ولاّدة التي عاشت في القرن الحادي عشر الميلادي، صاحبة صالون أدبي، يسبق الصالونات التي كانت أديبات فرنسا وكواكبها الاجتماعية اللامعة ينظمنها في القرن الثامن عشر وبعده، وقد أثرت في الشعر الأوروبي خلال العصور الوسطى ، خصوصا ما يعرف بالحب الرفيع الذي شاع في بلاط الملوك و الأمراء ، " country lov " . كان صالونها في قرطبة مركزا للأدباء والسّاسة، وكانت تجمع بين صفات الشاعرة و الأميرة و راعية الفنون، وتقول الصحافية الإسبانية" ماتيلداكابيلوا" : " لقد غدت ولادة أسطورة في قرطبة ، أسطورة أكثر منها تاريخيا ، لقد سمعت بها من أبي في طفولتي، لكنّني لم أكن أعرف أنها شخصا حقيقيا، وأغلب أساطير الملك "آرثر" و بلاطه و فرسان المائدة المستديرة تدين بشيء لأدبيات أندلسيات مثل ولادة، وقال " جيمز مانسفيلد نيكولز" إن ولادة و أخواتها من الشاعرات ، يمثلن الحلقة المفقودة بين الشعر العربي القديم و قصائد الرومانسيات الأوروبية التي ظهرت في العصور الوسطى ، غير أن المؤسسات الثقافية الأوروبية في القرن التالي، تجاهلت تأثير كتابات النساء خاصة النساء المسلمات. وقد توارى اسم " ولادة" في التاريخ الأدبي ، في الوقت الذي علا فيه نجم ابن زيدون ، ولكن مجموعة من الشاعرات الإسبانيات في ثمانينات القرن الماضي شرعن في نشر قصائدهن في مجلة اسمها " ولادة "، و بذلك عادت إلى الأذهان ذكرى المرأة التي سحرت أدباء عصرها و ساسته، ومع تصاعد الحركة النسوية أصدرت الشاعرة الإسبانية "ماجدالينا" عام 2003 رواية عن ولادة بنت المستكفي الشاعرة والأديبة ومؤسسة أول صالون أدبي عربي أندلسي، واليوم يقوم في إحدى أحياء قرطبة عمل نحتي يمثل يدين تتلامسان في المحبة و رفق، تكريما لذكرى ولادة و ابن زيدون وشعراء وأدباء وعاشقي قرطبة اللذين غدت قصتهما عبر عصور التاريخية .