لم تشفع المشاريع الهامة التي استفادت منها ولاية سيدي بلعباس لتحسين خدمات النقل سواء داخل المدينة الأم أو خارجها وذلك لعدة عوامل فرضت ضغطا رهيبا بالطرقات،فمخطط النقل المنتهج لم يعد مجديا وبات الوضع مقلقا للغاية وصار لزاما اتخاذ اجراءات سريعة من أجل التحكم في الوضع و رفع كل الاختلالات والقضاء على العشوائية التي يدفع ضريبتها المواطن. فحافلات النقل الحضري باتت لا تحترم المواعيد وينتظر الزبون فترات طويلة من أجل قدوم الحافلة التي تعاني جلها من القدم،فيضطر المواطن إلى التنقل عبر سيارات الأجرة التي تزيد هي الأخرى من معاناة المواطن بسبب تعنت أصحاب سيارات الأجرة الذين يختارون بين الزبون والآخر من حيث المكان المقصود ان كان به حفرا أم طريقه معبدة أو ان كانت مسافته طويلة أم قصيرة خاصة بعدما تم توحيد السعر بين المسافتين وتحديده عند 90 دينار فأصبح المواطن بين مطرقة عشوائية الخطوط وسندان تعنت أصحاب سيارات الأجرة الذين يبررون مواقفهم باهتراء مختلف الطرقات التي أثرت على مركباتهم بفعل الحفر . ومن جهة أخرى ساهم الترامواي منذ دخوله حيز النشاط صيف 2017 في التقليل من معاناة المواطن إلا أن المشكلة تكمن في عدم تغطيته لمختلف أحياء المدينة وهو ما يفاقم من معاناة المواطنين الذين لا يمر الترام من الأحياء التي يقطنونها أو مقرات عملهم أوما شابه. وفيما يتعلق بالنقل ما بين البلديات فيشهد هو الآخر فوضى كبيرة جراء عدم استغلال عدة محطات برية لنقل المسافرين بكبرى دوائر الولاية على الرغم من انجازها منذ عدة سنوات ما حولها إلى مرتع للمنحرفين،وذلك رغم فوائدها الكبيرة في تنظيم حركة المرور ودعم مداخيل البلديات.وحتى المحطة البرية لنقل المسافرين للولاية المنتدبة سفيزف التي تم فتحها مؤخرا أمام الناقلين بعدما كانت غير مستغلة لعدة سنوات فاشتكى الناقلون من ضعف النشاط بها بسبب عزوف المواطنين عن التنقل إليها بسبب بعدها عن النسيج الحضري. ومن جهتهم اشتكى سائقو سيارات الأجرة الجماعية ما بين الولايات الناشطون عبر خطوط الجهة الشمالية بسيدي بلعباس من تدني الخدمات المقدمة وظروف النشاط على مستوى المحطة البرية الغالمي التي تعاني من عدة مشاكل في التسيير مطالبين بتهيئة هذا المرفق و توفير الأمن بداخله و اعادة تهيئة طرقاته. هذا واشتكى أيضا سكان الجهة الجنوبية للولاية من النقص الفادح في وسائل النقل باتجاه مقر عاصمة الولاية وهو ما أرقهم كثيرا خاصة وأنهم يضطرون إلى التنقل من وإلى بلدية سيدي بلعباس من أجل قضاء حوائجهم والعمل والدراسة لكن النقص الفادح في الحافلات و مركبات النقل الجماعية يؤثر تأثيرا مباشرا وحقيقيا على تقديم هذه الخدمة العمومية ويعطل من مصالح المواطنين وحاجاتهم ويزيد من معاناتهم.