توقفت الفرقة المكلفة بجرد مشاكل "مناطق الظل" عند أكثر القرى تهميشا بولاية وهران ويتعلق الأمر ب«عين تاسة " و«عين الكرمة" و«سيدي بختي" و«البرج الأبيض" و«قرية بقوق" التابعين لبلدية عين الكرمة، إضافة إلى "دوار البريدية" و«حي هاشم" و«بوياقور" وغيرها من مواقع الظل ببلدية بوتليليس، التي يعاني سكانها منذ سنوات طويلة من عزلة حقيقية جراء حرمانها من مخططات التنمية ومن الهياكل القاعدية والمرافق الخدماتية والرياضية والثقافية وفضاءات الترفيه. ورغم التقاء أعضاء اللجنة ببعض السكان والاستماع إلى انشغالاتهم إلا أن الأمر لم يكن مرضيا بالنسبة لعدد كبير من المواطنين الذين انتقدوا قصر عمر الزيارة على مستوى دواوير وقرى عين الكرمة وبوتليليس مقارنة بحجم النقائص والمشاكل التي حوّلت حياة الشباب إلى جحيم خاصة بالقرى الساحلية التي يعاني ابناؤها البطالة والفقر فضلا عن كونها غير مستغلة كقطب سياحي وحتى مرافئ الصيد البحري لا ترقوا لمستوى طموحات الصيادين من أبناء المنطقة الذين طالبوا السلطات مرارا وتكرارا بالوقوف على جانب الاستثمار السياحي خاصة وأن عين الكرمة ودائرة بوتليليس عموما تزخر بشواطئ مميزة تفتقد لأرضية لائقة لتشجيع توافد السياح. وفي ظل جملة النقائص تختنق في هذه القرى النائية الحياة وتنعدم مظاهر التحضر والخدمات الضرورية إذ لا تزال حياة الريف والبادية تميز طبيعة يوميات السكان حيث لا طرق ولا نقل ولا مرافق وهياكل صحية مع نقص فادح في المؤسسات التربوية والنقل المدرسي مما سمح بارتفاع معدلات الرسوب، زيادة على انعدام شبكات الربط بقنوات الصرف الصحي بأغلب المواقع التي لا تزال تعتمد على الحفر العميقة والبؤر التعفنية لتصريف المياه القذرة، كما تنعدم بغالبية القرى شبكات الربط بالغاز ومشاريع التحسين الحضري. وسجلت لجنة الإحصاء ملاحظاتها حول كل هذه النقاط السوداء التي تحتاج للتدخل العاجل في مقدمتها الربط بشبكات الصرف والمياه والغاز، إضافة إلى تهيئة الطرق وتغطية النقص المسجل في الهياكل الصحية والرياضية والثقافية، إلا أن ما يحتاجه السكان بالفعل في هذه القرى التي تزخر بموقعها الاستراتيجي المميز هو فتح فرص الاستثمار السياحي وتشجيع السياحة الشاطئية مع منح تسهيلات للشباب وخاصة الصيادين بقرية "البرج الأبيض" لفتح مرافئ فتية بمعايير عالمية واستغلال الفضاءات المهملة كمنطقة جذب سياحي تخلق فرص شغل للشباب البطال.