تعيش السياحة في العالم بأسره اليوم، أسوأ مراحلها على الاطلاق، إثر الضربة العنيفة التي تلقتها، بسبب تداعيات فيروس كورونا الجديد، الذي شل الحركة بين الدول والقارات، وجعل العالم برمته يعيش في عزلة تامة، لاسيما بعد إقدام الدول التي تسلل إليها فيروس كوفيد-19 ، على تعليق رحلاتها الجوية والبحرية وغلق منافذها البرية، كإجراء وقائي للحد من تفشي الوباء عبر ترابها، وتطبيق الحجر الصحي وكذا حظر التجول، مخافة من الوقوع في سيناريو إيطاليا الجريحة بفعل هذه الجائحة، التي جعلتها غير قادرة على انقاذ أرواح آلاف المصابين، ولا إحصاء موتاها !! كل الوجهات السياحية الرائدة عبر العالم، ألغت ملايين الحجوزات، وأوصدت المنتجعات السياحية والفنادق أبوابها، وأحيل عمالها إلى إجازات مدفوعة الأجر أو غير مدفوعة الأجر، وهذا حسب الوضعية المالية لكل مؤسسة والإجراءات التي إتخذتها كل دولة، وتبقى بذلك قائمة الخسائر التي ستتكبدها السياحة عبر العالم مفتوحة إلى أجل غير مسمى، وأرقامها مرشحة للارتفاع، وهو ما سيدخل الدول التي تعيش من ريع السياحة، في أزمة مالية حادة، سيصعب الخروج منها بكل تأكيد...غير أن هذا الوضع يختلف عندنا، ذلك أن قطاع السياحة في الجزائر غير منتعش، كما هو الحال عليه في الدول الرائدة في هذا المجال، ومداخيله ضعيفة ولا يعتمد عليها على الاطلاق، في ظل تواجد ريع البترول والغاز . لكن في المقابل فإن قطاع السياحة عندنا، ساهم في مجابهة الأزمة، من خلال تسخير كل مؤسساته الفندقية لاستقبال الجزائريين الذين تم إجلاءهم من مختلف الدول الأوروبية وحتى العربية، عبر رحلات خاصة برية وبحرية، حيث تحولت الفنادق في العديد من الولايات إلى حجر صحي، وتم التكفل بهم وتوفير الرعاية الصحية لهم، إلى حين انقضاء مدة الحجر الصحي، المحددة ب 14 يوما، ليعودوا بعدها إلى بيوتهم، بعد التأكد من عدم اصابتهم بهذا الوباء...في حين فإن باقي الفنادق هي اليوم مهجورة، بعد منع كل المؤسسات والمطاعم والمحلات التجارية التي تكثر فيها الحركة من مزاولة نشاطها تحت طائلة هذه الأزمة الصحية، بما فيها وكالات السفر والسياحة التي أغلقت أبوابها، بعد أن عاشت أسوأ أيامها منذ الإعلان عن حالة الطوارئ، يقول ( ب . م ) صاحب وكالة للسفر وسط مدينة وهران، أنه عاش ضغطا كبيرا من قبل زبائنه الذين طالبوا بإلغاء حجوزاتهم وإستعادة مبالغ تذاكر سفرهم، لاسيما بعد إعلان المملكة العربية السعودية عن توقيف العمرة، رغم أن المهلة للحصول عليها، قد حددتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية إلى نهاية ديسمبر 2020 ، حيث صرح المتحدث قائلا : « لا يمكنني وصف الضغط الذي عشته منذ الإعلان عن تعليق الرحلات الجوية، كان مبلغ الذي كنت أسدده للزبائن يصل إلى 4 ملايين دج في ظرف يومين فقط !!»، وحسب المراقبين فإن قطاع السياحة في العالم، سيتكبد لخسائر فادحة جراء تفشي وباء كورونا، قد تتجاوز 75 مليار دولار.