يتعايش العاصميون مع الحجر الذي أصبح منهم وتعودت معه العائلات على عادات صحية جديدة خصوصا في الشهر الفضيل بأن أصبحت موائدهم الرمضانية وحتى منذ بداية الحجر في 23 مارس المنصرم «بيو» صحية أكثر من العادة بعد أن تفننت ربات البيوت في طبخ ما لذ وطاب من الأطباق والحلويات التي كانت تقتنى في بعض الأحيان من المحلات . ورغم أن الحجر الذي يعد جديدا لم يألفه العاصمويون ولا الجزائريون بصفة عامة - كون الجزائر تعيشه لأول مرة-قد أربك يومياتهم سيما أرباب العائلات الذين لم يتعودوا على ملازمة البيوت الا أنه غير روتينهم اليومي من ضجيج الشوارع إلى سكون المنزل وجعل البعض يحاول قدر الإمكان ملء الفراغ وكسر روتين الحجر بخلق فضاءات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي أو تعلم مهارات أخرى فضلا عن ممارسة الرياضة بالمنزل. السلطات تؤكد امتثال المواطنين للحجر الصحي في الأسبوع الأول ومع بداية الحجر الذي أعلنته السلطات بسبب جائحة كورونا ليكون شاملا في البليدة وجزئيا بالعاصمة وباقي الولايات اي من السابعة مساءا وحتى السابعة صباحا ،ذكرت السلطات أن العاصميين قد امتثلوا كلية للحجر لبضعة أيام حتى أنه لم تسجل أية مخالفة وتفهم معها العاصميون ضرورة الحجر حفاظا على الصحة الجماعية وضرورة الظرف الذي تغير. ربات البيوت وصعوبة الوضع الجديد مع الحجر الجديد تحولت يوميات ربات البيوت سيما العاملات منهن واللائي تعودن على الخروج إلى العمل تحولت يومياتهن إلى روتين ممل بين مزاجية الأزواج وماراطون الطبخ وصخب الأطفال ما جعل البعض يعشن ضغطا نفسيا بسبب الخوف على مصير الأبناء المتمدرسين و صعوبة التأقلم مع الوضع الجديد بمزيد من طلبات الأزواج والأبناء وإقناعهم بالتزام البيوت غصبا وكذا الخوف من المرض الغريب والقاتل في بعض الأحيان ما استدعى شراء مختلف لوازم التطهير بكميات غير عادية ،ومع الظرف الجديد السائد حاولت تلك الربات ابتكار مهارات وخططا للتصدي للروتين القاتل بتحميل برنامج ترفيهية للأطفال أو تحميل فيديوهات وتبادلها مع أطفال آخرين من العائلة أو الجيران لكسر الحجر ، فيم تحولت حياة البعض الآخر إلى قنابل موقوتة بعد كثرة الشجار بين الأزواج بسبب الحجر المفروض بعد أن تحول بعض الأزواج إلى قضاة بمحاكمة جميع أفراد العائلة بما فيهم الزوجات بالتعليق على سلوكياتهم وتتبع خطواتهم. و في ظل فرض حالة الحجر زادت مشقة ربات البيوت في تحمل مسؤولية العائلة حتى في حال المرض هذا واعتبر البعض الآخر الحجر يفرض واجب الحفاظ على صحة وسلامة العائلة والأعراض عن زيارة الأقارب وحتى الوالدين مخافة العدوى ،بالإضافة إلى العمل عن بعد بالنسبة للسواد الأعظم من العمال نساء أو رجال ما جعل كورونا تحول يوميات البعض إلى سجن ومع كل هذا وذاك اعتبر العديد أيام كورونا بمثابة سجن دون وضوح التهمة وزادت معه حالة الشوق للسير في الشوارع التي خلت بعضها من الناس والى زيارة الأقرباء والأصدقاء والى التسوق الذي يعد هاجس النساء والفتيات لإخراج الطاقة السلبية لكن بالمقابل اقتضت الحاجة ومع تزامن فترة الحجر مع الشهر الفضيل انخراط البعض في العمليات التضامنية بإرسال المساعدات للجمعيات أو طبخ الوجبات وتقديمها للمستشفيات التي تضم المصابين بالفيروس والطاقم الطبي للتخفيف من حجم المعاناة ومساعدة الجيش الأبيض على تأدية واجبهم النبيل فضلا عن خياطة بعض الورشات للكمامات لمساعدة المستشفيات . هروب جماعي من المنازل بعد تخفيف الحجر بين هذا وذاك وبعد أن أعلنت السلطات مرة أخرى التخفيف من الحجر وفتح بعض الأنشطة التجارية المرتبطة بالشهر الفضيل كمحلات الحلويات ومتاجر الملابس وغيرها ،القرار فجر رغبة العائلات الجامحة في الخروج من سجنها المفروض ما أدى إلى هروب جماعي من المنازل نحو تلك المتاجر خاصة لاقتناء ألبسة العيد وفسح المجال للطوابير دون احترام إجراءات التباعد الاجتماعي وغصت بعض المحلات بما فيها الحلويات الشرقية بالأشخاص من مختلف الأعمار وكأنها الخطر قد زال والفيروس اختفى ، ما جعل السلطات تعرض عن قرارها بإعادة غلق تلك المحلات بما فيها العاصمة مخافة انفلات الأوضاع الصحية والعودة إلى نقطة الصفر بعد تحقيق استقرار نوعي في الحالات الجديدة ونسبة الوفيات بعد الخطة المنتهجة لاحتواء الجائحة . يذكر انه ورغم تمديد الحجر مرة أخرى إلا أنه بالعاصمة لا يزال البعض الآخر غير محترم لإجراءات الردع وغير آبه بإضرار انتشار الفيروس على حياته وحياة اقرب الناس إليه بعد عدم الامتثال لإجراءات الحجر سيما التباعد الاجتماعي. يذكر أن زمن الكورونا الذي نتمنى أن يصبح من الماضي قريبا غير مجمل مناخي الحياة العملية والدراسية وحتى كيفيات التواصل مع الغير بحذر أكثر ، لكنه وبالمقابل زرع عادات جديدة صحية وجعل الكل يقف مع نفسه للتأقلم مع عالم جديد وتغيرت النظرة للحياة والتعهد وفي حال فرصة جديدة بتغيير النفس للأحسن.