المربون يلهبون السوق لاسترجاع خسارة السقوط الحر للأسعار واصلت أسعار اللحوم البيضاء في الارتفاع إذ بلغت يوم أمس 380 دج بزيادة تقدر ب60دج خلال يومين فقط وهي الزيادة الثانية بعد الارتفاع الأول الذي تجاوز 70 دج بين يومي الخميس والسبت أي يومين أيضا و هو ما قد يفتح المجال لاستمرار الزيادة في أسعار هذه المادة الاساسية في استهلاك رمضان للعائلات البسيطة غير القادرة على اقتناء اللحوم الحمراء خاصة وأن لحم الدجاج بقي طيلة الاشهر الأخيرة ومنذ شهر مارس الفارط يعرض بأسعار معقولة وفي متناول الجميع إذ لم يتجاوز ثمنه 250 دج ووصل حتى 160 دج للبيع بالتجزئة و120 دج للبيع بالجملة ومن ثمة فإن ما توصلت إليه تحقيقاتنا الميدانية التي قمنا بها بين تجار التجزئة والجملة والمربين خلصت لمجموعة من الاسباب قد تكون المتسبب الحقيقي في هذا الارتفاع و قد تكون المضاربة لوحدها السبب الحقيقي لكون المربين يحاولون تعويض الخسائر التي تحملوها طيلة الشهرين الفارطين من خلال هذه الزيادة وذلك لأن هؤلاء اختلفوا في تصريحاتهم بخصوص الأسباب التي نتجت عنها هذه الزيادة والتي تمحورت أغلبها حول زيادة الطلب وتوقف الكثير من المربين مند شهر مارس بسبب تراجع الاسعار أنداك عن تربية الدواجن لفترة ما تسبب اليوم في تراجع العرض و هو التبرير الذي يتناقض مع واقع عرض اللحوم البيضاء الأربعاء الفارط ب240 دج لتباع في اليوم الموالي الخميس وهو ليلة منتصف رمضان التي يزيد فيها الطلب على لحم الدجاج ب320 دج وأمس أي بعد يومين ب380 دج فيما برر مربون آخرون هذه الزيادة بغلاء أغذية الدواجن مع الحجر الصحي الذي تسبب في تراجع العرض المتوفر من هذه المنتجات إذ حاولت فئة أخرى من المربين تبرير هذه الزيادة بتعويض تكاليف الإنتاج التي زادت مع فترة الحجر الصحي وأكدوا بأن الدجاج الذي كان يباع بأسعار معقولة تمت تربيته في ظروف مختلفة سبقت فترة الحجر غير أن الشروع في تسويق لحوم الدجاج الذي تمت تربيته بتكاليف جديدة فرضها الحجر الصحي يتم اليوم بمعطيات جديدة تفرض على المربي استرجاع ما صرفه من زيادة رغم الوفرة المسجلة و من تم تناقضت تصريحات المربين فيما أكد لنا تجار التجزئة ممن عملنا معهم بأنهم مندهشون من هذه الزيادة التي أثرت على نشاطهم كونهم لم يعودوا يمونون محلاتهم بكميات كبيرة لتراجع الإقبال على شرائها مع زيادة الاسعار خاصة و أن المواطن بقي لأشهر يقتني هذه المادة بأسعار جد معقولة كما صرح لنا أغلب تجار التجزئة ممن استفسرناهم عن هذه الزيادة في أسعار لحم الدجاج بأنهم يشترون الكيلوغرام الواحد جملة بما بين 355 و365 دج غير أن الغريب في الأمر أن تسويق هذه المادة اليوم يخضع لفارق سعر يقدر بما بين 70 دج و100 دج من منطقة لأخرى فقد وجدناه يباع ب380 بحي إيسطو و310 دج بسوق الحمري فيما يعرض بمحلات بعض البلديات بشرق وهران ب280 دج ما يرجح احتمال المضاربة السبب الحقيقي وراء هذه الزيادة والهدف هو استرجاع المربين للخسائر التي تحملوها خلال الثلاثة أشهر الماضية بسبب تراجع أسعار هذه المادة حيث وصل بالجملة آنذاك إلى حد 110 و120 دج وهو ما لم يغط حتى تكاليف الإنتاج وقتها أي أن سعر البيع كان أقل من سعر التكلفة وهو ما هدد لفترة طويلة مهنيي هذا النشاط بالإفلاس وخاصة صغار المربين لاسيما واننا لاحظنا من خلال الجولة التي قمنا بها وفرة كاملة لهذه المادة بالسوق كما أن الطلب تراجع و رغم ذلك لا تزال الأسعار المرتفعة تفرض نفسها .