لقد تلقى الرأي العام الغربي والعالمي صدمة قوية جعلته ينتبه ويسترجع وعيه الإنساني المفقود نتيجة عمليات غسيل المخ التي تعرض لها على مدى عقود من قبل وسائل الإعلام وتمجيد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتغني بها ورفعها شعارا براقا وعظمة الرجل الأبيض صانع الحضارة الحديثة وإلصاق تهم الاستبداد والتخلف والجهل والغباء بالآخرين من شعوب أفريقيا وآسيا وأمريكا الذين تم غزوهم واستعمارهم بدعوى نشر الحضارة بينهم لكن هاهي عورة الغرب تنكشف فجأة وتظهر عنصريته القبيحة والقاتلة بمقتل شاب أمريكي أسود على أيدي شرطي أبيض اختناقا دون أن يسمع لتوسله وتضرعه لقد هزت صورة جورج فلويد أمريكا والعالم وانتشرت صرخته «لا أستطيع التنفس» وخرجت المظاهرات في دول كثيرة منددة بسلوك الشرطة المشين والعدواني والتفت المتظاهرون المحتجون إلى تماثيل الطغاة المنصوبة في الساحات والى اللافتات التي تحمل أسماءهم مخلدة لهم فراحوا يسقطون تلك التماثيل وينزعون اللافتات كما حدث في انكلترا حيث أسقط المتظاهرون تمثال لتاجر العبيد في مدينة بريستول وفي بلجيكا احرقوا واسقطوا تمثال الملك ليوبولد الثاني الذي قتل عشرة ملايين من سكان الكونغو التي جعلها ملكا له كما نزع تمثال كريستوف كولومبس الذي ينسب إليه اكتشاف القارة الأمريكية زورا وهكذا يكتشف الجميع أن حضارة الغرب كانت على حساب الشعوب الأخرى بداية بتجارة الرقيق التي استنزفت أفريقيا وإبادة الشعوب الأصلية في أمريكا احتلال شعوب آسيا وأفريقيا والعالم العربي وما رافقه من قتل وتدمير ونفي وتهجير ومسخ وعنصرية وتهميش واحتقار فهل هي صحوة ضمير يليها الاعتذار أم لحظة وعي سرعان ما تنتهي ؟