لا تزال الجزائر تواجه حملة شرسة تشنها بعض الأطراف المعادية لها، محاولة إثارة الفتنة داخل وخارج الوطن، من خلال اللعب على أوتار ما يجري في عمقها الإستراتيجي على مستوى دول الجوار، في ظل الأزمة الليبية وتدهور الأوضاع بالساحل الإفريقي خاصة مالي. هذا الوضع غير المريح تستثمر فيه بعض الجهات للثأر من الجزائر، بسبب مواقفها من القضايا العادلة خاصة القضية الفلسطينية، التي تصر بلادنا على مساندتها وعدم التطبيع مع الصهاينة، ولا مباركة ما قامت به دول أخرى من هرولة نحو العدو الإسرائيلي، وكذا قضية الصحراء الغربية التي تؤكد أنها تصفية استعمار، ينبغي لمجلس الأمن أن يتحرك بسرعة لإنهائه وتطبيق اللوائح الأممية بشأنه. ثبات الجزائر على مواقفها جر عليها الكثير من الأهوال من خلال تهديدها بما يجري في محيطها الإقليمي غير المستقر، أو كما قال وزير الإتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة البروفيسور عمار بلحيمر أن هناك «محاولات بعض الأطراف اللعب على ورقة التهديدات الأمنية واقع تؤكده آخر التطورات بالمنطقة التي تستهدف الجزائر بالذات»، مما يعني أن الاستثمار في هذه المسألة بات أكيدا وعلى بلادنا التي كانت تتوقع هذا من قبل وتعيه حاليا أن تتوخى الحذر بشأنه. ولهذا فإن الجزائر المعروف عنها استشراف الأمور قبل وقتها، كانت سباقة في دسترة مشاركة جيشها خارج الحدود، مما يعني أنه قادر على التدخل في الوقت المناسب وهو محضر لدرء أي خطر عن بلادنا، كما صرح بذلك وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مؤكدا على «جاهزية الجيش الوطني الشعبي لمواجهة كل الاحتمالات وقدرته العالية على وأد كل المناورات في مهدها». وكما هو معروف فإن الحرب الشرسة التي تتعرض لها الجزائر ليست في الواقع فقط بل أيضا في الفضاء الأزرق، على مواقع التواصل الاجتماعي أين تعمل أبواق العدو على التشكيك في قدرات الجيش وهو ما يؤكده البروفيسور بلحيمر « الجزائر وجيشها تحديدا مستهدفة بشكل مباشر ومركز بالهجمات الإلكترونية، إذ أثبتت تقارير وتحقيقات دولية أن الجزائر احتلت سنة 2018 المرتبة الأولى عربيا والرابعة عشر (14) دوليا، من حيث البلدان أكثر تعرضا لما يعرف بالحروب الإلكترونية، كما أن موقع فيسبوك فكك هذه السنة سبع (7) شبكات تنشط بحسابات وصفحات مزيفة في خمس (5) دول منها المغرب». لكن الواقع أثبت أن هذا الأمر صعب المنال والجزائر عصية على أعدائها، لأن الشعب وجيشه خاوة-خاوة ولن يتمكن أي كان أن ينال من هذه اللُّحْمة لأنها وليدة سنوات كفاح ووطنية مغروسة في كلا الطرفين، والدليل على ذلك ردود الفعل على مواقع التواصل التي تؤكد استعداد الجميع لمرافقة جيشه كما فعل هذا الأخير مع شعبه في حراك فبراير المبارك. وعبرت مؤسساتنا الرسمية عن وعيها التام بما يحاك حول البلاد من مؤامرات، تحدَّث عنها صراحة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في خطابه للأمة في 13 ديسمبر المنصرم عندما قال بأن قوة الجزائر لن يزعزعها أحد وموقفها من القضايا العادلة ثابت، وأكد عليها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة البروفيسور بلحيمر قائلا «الواقع المعاش يؤكد أن كل المناورات والسيناريوهات التي تطبخ في مخابر الليبرالية الجديدة من طرف قوى استعمارية سابقة تبرهن أن الجزائر والدول الوازنة التي لا تدور في فلك هذه القوى هي بلدان مستهدفة فعلا وحقيقة في أمنها ووحدتها وبكل الطرق».