تواصل جريدة الجمهورية بعد 58 سنة من تأسيسها السير على مسار رفع التحديات ومواجهة كل العقبات و الجديد الذي يفرضه تطور الحقل الإعلامي فمن جريدة ورقية شقت طريقها وسط صعوبات المخاض العسير ذات 19 مارس من عام 1963 لتتخطى أشواك البداية لكنها رفعت ذلك التحدي بفضل تضحيات وعطاء وحب من انتسبوا إليها من صحفيين وتقنيين ومصورين و اكتسبت عبر العقود المتلاحقة من عمرها تجربة وخبرة و نجاحات كبيرة عندما التصقت في اهتماماتها و انشغالاتها بهموم و يوميات الناس، وتبنت بوفاء وإخلاص كل التغيرات التي طرأت على المجتمع الجزائري و أملتها ظروف سياسية واقتصادية و بلغت الذروة في اجتهادها حيث ارتفع سحبها و سجل أرقاما قياسية لتواصل مسيرة العطاء بأجيال متعاقبة من الصحفيين والتقنيين والمصورين استلمت المشعل من بعضها البعض تباعا و كلها حرص على حسن أداء رسالة الإعلام بكل موضوعية مع تسليط الضوء على الإعلام الجواري للوصول إلى الفئات والمناطق المحرومة خدمة للمواطن ،و هو ما لم يمنعها من ركوب موجة التطور نحو الرقمنة والسعي إلى التواجد في واجهة الإعلام الإلكتروني و الانتقال إلى الفضاء الأزرق لمواكبة جديد تكنولوجيا الإعلام والاتصال، و يعتبر تحدي كبير يرهن مستقبل عنوان صحفي عريق و مدرسة إعلامية هي أشهر من نار على علم قد ذاع صيتها و اتسعت شهرتها حيث أنه قد حان الوقت لأن تساير هذه المدرسة العريقة للصحافة المكتوبة متطلبات المرحلة و تنفتح على فضاء التكنولوجيا الواسع الأرجاء و تتواصل مع قرائها من نافذة جريدة إلكترونية،و تسابق سرعة الخبر و هو الأمر اليسير و السهل التطبيق ما دام المستقبل الوحيد المتاح للصحافة الورقية والمكتوبة هو العبور إلى وسائل التواصل الاجتماعي و الفضاء الأزرق ،و هو خيار ومخرج لابد منه و لا مفر منه تماشيا مع ما يفرضه الواقع الإعلامي ،و لأجل تحقيق هذا يكفي بذل الجهود وتوجيه الطاقات البشرية والتكنولوجية المتاحة لإصدار النسخة الالكترونية للجريدة على اعتبار أن الإقبال على النسخ الورقية للجرائد أصبح ضئيلا و يكاد يكون في خبر كان .