وبدأت الحملة الانتخابية المنتظرة لتمطر علينا وعودا عسلية بعد أن أمضينا شهر رمضان نحارب التجار من أجل قوت يومنا وقد أعلنوا حرب الأسعار علينا بداية من شهر شعبان فأخذوا منا الرواتب الشهرية والمنح والمدخرات واستمر نزيف الجيوب إلى ما بعد عيد الفطر لينزل علينا عرسان البرلمان في بدلاتهم الأنيقة وصورهم الجميلة وكلامهم المعسول والوعود الكثيرة والأحلام الوردية من اجل الجزائر الجديدة التي يقومون بتشييدها انطلاقا من قبة البرلمان ، الذي سيتنافس عليه الشيوخ والشباب الذين فتحت لهم أبواب الترشح وكل شاب يترشح سيقبض 30 مليون سنتيم من خزينة الدولة ليقوم بحملته الانتخابية وإذا فاز سيتضاعف راتبه وترتفع مكانته وتكثر أمواله. وقد كانت الحملة الانتخابية في بدايتها خجولة باهتة بلا ضجيج فالشعب مازال يعاني من مخلفات الصيام وضربات التجار المؤلمة وقد عودته جائحة كورونا (كوفيد 19) على القعود والعزلة والابتعاد عن التجمعات ولو كانت ولائم دسمة وتغطية وسائل الإعلام العمومية والخاصة ينقصها الحماس . لقد صادف انطلاق الحملة العدوان الإسرائيلي على غزة وفلسطين تسكن القلب والوجدان وليس لها مثيل او بديل لدى الجزائريين فقد اجتمعت عدة عوامل ساهمت في خفوت صوت الحملة وقلة الاهتمام بها في انتظار الأيام القادمة التي ستحمل الجديد وتزيد من المنافسة وقد خصص التلفزيون الجزائري العمومي حصصا لتدخل ممثلي قوائم المترشحين في منتصف النهار وفي المساء تستغرق تدخلات كل واحد دقائق قليلة كما أن وكالة الأنباء الجزائرية خصصت تغطيات للتجمعات عبر الجزائر وكذلك الصحافة المكتوبة ،الخاصة والعمومية كل واحدة منها حسب سياستها وتوجهاتها.. إما القنوات التلفزيونية الخاصة فما زالت تكتفي بالتعرض للحملة عبر نشرات الأخبار وبشكل سريع وفي المقابل يجد المرشحون مساحات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي حيث النشر بالصوت والصورة الثابتة والمتحركة وبدون مقابل مالي مع وجود ملايين المتابعين على هذه المواقع وخاصة الفيسبوك الذي صار مقصد الجميع وبالفعل فإن العديد من القوائم الانتخابية للمترشحين متداولة في الفيسبوك وكذلك تجمعات ونشاطات بعض الأحزاب السياسية التي لها صفحات رسمية في هذه المواقع ولا شك أن الأيام القادمة ستكون حبلى بالتدخلات والتحركات والمداخلات والنشاطات مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب موعد الحسم الذي سيختار فيه الناخبون نواب المستقبل.