اقتصرت الاحتفالات باليوم العالمي للبيئة بولاية وهران أمس على تنظيم معارض وتكريم لبعض النوادي البيئية فقط، في الوقت الذي لم يتمكن فيه القائمون على القطاع من وضع حد للتدهور البيئي والقضاء على النقاط السوداء والمفرغات العشوائية، التي أضحت تميز العديد من الأحياء ومنها المجمعات السكنية الكبرى الجديدة التي تغرق في القمامات، وحولتها إلى مكان لاستقطاب القطط والكلاب الضالة والجرذان ومكان لتفشي الحشرات والناموس، وكذا الأحياء الفوضوية التي تفشت بها البؤر التعفنية، ناهيك عن مشكل تدفق مياه الصرف الصحي بالبحر، مثلما هو الشأن بالنسبة لبلدية أرزيو وكناستال والمرسى الكبير وغيرها وبالأراضي الفلاحية إلى جانب المناطق الرطبة التي تحولت إلى مصب للمياه القذرة المنزلية والمصانع على غرار ضاية " أم غلاز" بسبب افتقار بلدية وادي تليلات لمحطة تصفية مياه الصرف الصحي رغم الشكاوى العديدة التي رفعها قاطنو هذه الجهة وحتى مصالح البلدية إلى المعنيين وعلى رأسها وزارة البيئة ومديرية الري من أجل إيجاد حل عاجل لهذا الإشكال العالق، الذي تسبب خلال السنوات الاخيرة في نفوق المئات من أسماك الشبوط . يأتي هذا فضلا عن ضاية "مرسلي" التي تتواجد بالقرب من المنطقة الصناعية للسانيا والتي تعتبر الأكثر تلوثا وضررا في ظل تحولها، إلى مصب للمياه القذرة للمنازل وحتى المؤسسات الصناعية التي تنشط بمحاذاتها والتي أثرت كثيرا على الجانب البيئي والغطاء النباتي ومنسوب المياه بها، وكانت عاملا في انعدام التوازن الايكولوجي، فضلا عن ضاية "تيلامين" بقديل التي لا تبعد عن المنطقة الصناعية لحاسي عامر، إلا ب 7 كيلومترات والتي تصب فيها مياه الصرف لبلديات حاسي بونيف وحاسي عامر وحسيان الطوال وبن فريحة وأضحت تهدد بكارثة بيئية وبانقراض الطيور المهاجرة النادرة، ودفعت بسكانها والجمعيات البيئية الى مناشدة السلطات المحلية من أجل تجسيد وعودها والتدخل لدى الجهات الوصية بغية انجاز محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي بوادي تليلات وحاسي عامر مثلما سبق وأن أعلنت عنه الولاية في العديد من الأحيان للقضاء نهائيا على المشكل والحفاظ على التوازن الايكولوجي وحماية الثروة السمكية والغطاء النباتي من أي ضرر.