طالب جامعي في السنة الرابعة علم النفس، متخلّق ومؤدب وحينما تجالسه تقرأ في عينيه سمات الحياء والإحترام للآخر، من عائلة رياضية بامتياز جدّه الحاج خالد بلعربي البطل الرياضي المخضرم مصارع وحكم دولي في الملاكمة والجيدو ومسير سابق في العديد من الرياضات تعلم منه حب الرياضة وضرورة ممارستها، إنه الشاب إيهاب بلعربي صاحب ال 23 ربيعا البطل الرياضي في كمال الأجسام إلتقيناه بقاعة أولمبيا جيم الجميلة بحي سانت أوجان، وكانت لنا معه هذه الدردشة المشوّقة. ❊ مرحبا بك أخي إيهاب؟ - مرحبا أهلا وسهلا بكم وبجريدتكم المعروفة بدعمها للرياضة وللرياضيين في مختلف الأصناف والأنواع. ❊ سؤال أول تقليدي من هو إيهاب بلعربي الإنسان؟ - أنا من مواليد 15/04/1987 بوهران طالب جامعي في علم النفس بجامعة وهران، وهذه آخر سنة لي للتخرّج أحب الناس وفعل الخير ومن المهتمين بالسفر والرحلات وطبعا الرياضة. ❊ كيف ومتى بدأت ممارسة هذه الرياضة بالذات أي كمال الأجسام؟ - منذ صغري كنت أرى عمي يتدرّب في القاعة الرياضية الخاصة بالبيت العائلي وكانت مجهّزة بالعديد من الآلات والوسائل الخاصة بهذه الرياضة، منها عتاد تقوية العضلات وأتذكّر أنهم كانوا يضربوني ويمنعوني من لمس تلك المجسّمات الحديدية خوفا من سقوطها على جسدي الصغير وحدوث مكروه ما حسبهم. وبعد إلحاحي طلب مني عمي في إحدى الأيام أن أرافقه إلى قاعة للتدريبات بحي النخيل وأعجبني عدد الممارسين لها وكيفية القيام بالحركات المختلفة والغريب أن عمّي توقف بعد أسابيع لكني واصلت في مكانه وبدأت في اكتشاف ذاتي وأستمتع بحلاوة ممارستها لكن تعرّضت إلى مشكل عويص والمتعلق بخصوصيات كمال الأجسام لأنها رياضة تتطلب منك التقيد ببرنامج وتوجيهات من شخص يعرفها جيّدا على عكس كرة القدم أو رياضة أخرى فردية أو جماعية تعتمد على المهارات التقنية لليدين أو الرجلين. نعم لقد وجدت صعوبة في التأقلم معها حيث هناك من يقولك أفعل الحركة أو التمرين الفلاني بينما آخر يطلب منك العكس حينها قررت أن أقوم بالبحث لوحدي عن كيفية تطوير مهارتي وجسدي ووجدت في الأنترنت كل ما أريد وأصبحت أرشد من حولي من الزملاء، وبعد أربع سنوات وجدت نفسي قد تحسّنت كثيرا وشاركت في البطولة الولائية وتحصلت على المرتبة الثالثة ثم واصلت التدريبات. ❊ كيف تقبل أهلك وخاصة جدّك الحاج خالد أن تشذ عن بقية الأبناء والأحفاد وتبتعد عن الجيدو أو الملاكمة لتذهب إلى كمال الأجسام؟ - حاولت أن ألعب الجيدو ومارسته وأنا صغير لكن سرعان ما توقفت ولم يستهوين ذلك ولما بدأت في كمال الأجسام راهن الكثير منهم على فشلي لأنها حسبهم تتطلب بنية جسدية قوية بينما كنت نحيفا وكنت أزن 50 كلغ فقط وعمري 20 سنة، وبدأت أجمع كل ما يعطونه لي من نقود لأشتري بها الملابس والأحذية وأحوّلها إلى إقتناء علب البروتينات وبعد أشهر بدأت التغيرات تظهر على جسمي وبدأ الأمل يتحقّق مما جعلهم يغيرون موقفهم ويلتفّوا من حولي وتحول إستغرابهم إلى تشجيع مستمر. ❊ ومن قاعة النصر بحي النخيل إلى أين كانت وجهتك الجديدة؟ - في أول نوفمبر من السنة الماضية فتحت قاعة »أولمبيا جيم« (Olympia gym) بحي سانتوجان وإلتحقت بها مباشرة بعدما أخبرني عمي بذلك ووجدت فيها كل ما كنت أحلم به العتاد من آخر طراز مدرب له كفاءة عالية وجو رياضي بأتم معنى الكلمة. صاحبها شاب مهاجر كان في كندا وبطل عالمي وزوجته الكندية رياضية متألقة فتح قاعة تعد الأولى في وهران وربما حتى في الجزائر تحفة من حيث التجهيز والتنظيم ومعقل لميلاد العديد من الأبطال مستقبلا. وفي ثلاثة أشهر فقط وبعد الريجيم والعمل بالنصائح لمدربي الأستاذ علي بنونه الذي أعطاني شحنة معنوية جعلتني أؤمن بقدراتي فقدت في 3 أسابيع 12 كلغ ومن 85 كلغ أصبحت أزن 73 كلغ. طبعا هذا السقوط الحرّ في الوزن أثر على وجهي وملامحي وهناك من إعتقد بأني مريض وكنت قليل الخروج والظهور في المنافسات الجماعية كالأعراس مثلا والحمد لله بفضل توجيهاته وكذلك دعم زوجته كاتي إستعدت أنفاسي وتحوّلت من ممارس هاوي للرياضة إلى شخص محب للتنافس والمشاركة في الإستعراضات ومن تفكير مقتصر على الممارسة الفردية إلى التفكير في حصد الألقاب والبطولات. ❊ 4 سنوات في قاعة النصر لم تشجعك على التنافس وفي 4 أشهر فقط تحوّلت إلى بطل كيف ذلك؟ - لأنني طيلة تلك المدة كنت أحضر في جسدي لأن هذه الرياضة كما قلت لك سالفا تعتمد على صناعة الجسد من خلال المهارة في إبراز العضلات بصفة جيّدة مما يتطلب الصبر الكبير والتدريب الطويل والشاق وتحمل أنواع كثيرة من الممنوعات في المأكولات والمشروبات. هناك صرامة كبيرة في الأربع سنوات صقلت إلى حدّ ما جسدي وفي الأربعة أشهر نجحت بفضل توجيهات مدربي وإشرافه اليومي بأن أكون قابلا للتنافس وحدث ذلك في يوم 31 ديسمبر الماضي حيث شاركت في البطولة الجهوية في قاعة سينما الفتح في فئة أقل من 75 كلغ وعند ظهوري إنبهر الجميع بجسدي وبرشاقتي وحركاتي والكلّ بدأ يتساءل من أين جئت وأين تدرّبت. ❊ ولماذا لم تنل اللقب وكنت أنت المرشح الأول؟ - سؤال ممتاز... هناك غشّ كبير وقع في تلك البطولة، لقد أجمع الجمهور الحاضر وكان يفوق الألفين متفرّج على أن رقم 20 وهو أنا بأنه هو المتميز والأحسن والأفضل من بقية المتسابقين ومنحني الحكام المرتبة الأولى ولكن عند الإستراحة تغيّرت الأمور بعد تدخل مناجير من كان خلفي في الرتبة ليصبح هو البطل، أمر مؤسف ومحزن لكنه لن يثبط من عزيمتي والحكم الحقيقي هو الجمهور وخرج الكثير منهم عند إعلان النتيجة النهائية وإسقاطي في المرتبة الثانية كتعبير منهم عن سخطهم وعدم تقبل قرارات لجنة التحكيم. وجاء في عدد كبير منهم لتهنئتي وأخذ صور تذكارية معي وكان من بين الحضور البطل الجزائري سمير دروني الذي عبر لي عن عدم رضاه عن النتيجة المعلنة وعن إنحياز الحكام. ❊ هذه تجربة مفيدة بالنسبة إليك للتحضير أكثر في المواعيد القادمة، أين ومتى سنراك على المنصة مجدّدا؟ - في شهر مارس القادم سوف نلعب البطولة الجهوية بوهران وهدفي هو الحصول على المرتبة الأولى ولن أرض بدونها أبدا. هذا ليس غرورا وإنما هي ثقة بالنفس وأنا أعرف المتنافسين الآخرين وأعرف جيدا قدراتي وأتمنى فقط أن تكون النزاهة هي الأساس في التحكيم. ❊ كمال الأجسام لها صدى كبير في الوسط الشباني ما هو سر تعلّقهم بها؟ - جماليات الجسد المروض لكي تستجيب عضلاته للحركات المطلوبة وغواية مشاهدة الذات بالإضافة إلى أن الجسم يصبح متكاملا وكذلك المظهر المتميز. لكن أحذر من يمارسها عن جهل فهي خطيرة وقد تؤدي إلى التهلكة، بسبب استعمال بروتينات وأدوية بدون معرفة مصدرها وأثرها وبدون تواجد مشرف يعرف قيمتها الصحية والغذائية مشرف متمرّس ومتخصص في هذا المجال. ❊ من هو قدوتك في هذه الرياضة؟ - بدون تفكير البطل العالمي المرحوم محمد بن عزيزة، الذي رفع العلم الجزائري في أمريكا وتفوّق على الأمريكان والأوروبيين بجهده الخاص وإصراره على التفوّق وعزيمته الكبيرة في إثبات ذاته بالإضافة إلى الأمريكي جي كاتلير. رياضة كمال الأجسام في بلادنا تطورت بسرعة ولنا أبطال كثيرون ودول كثيرة تعترف بإمكانياتنا وتألقنا. ❊ من يقف بجانبك ويساعدك إلى الآن؟ - الوالدة والوالد والعائلة الكبيرة بالإضافة إلى المناجير علي بنونة وزوجته كاتي وكل أصحابي بدون إستثناء وأشكر الوالدة العزيزة عن تحمّلها تعب مرافقتي في فترة الريجيم فكانت تطبخ لي كل ما أمليه عليها ولم تغضب أبدا حبّا في ابنها وتشجيعا له على النجاح في رياضته المفضّلة. ❊ أن تكون من عائلة عريقة رياضيا، ماذا يعني لك ذلك؟ وهل تود تحقيق ما أنجزه جدّك الحاج خالد؟ - شرف كبير لي أن أنتمي إلى عائلة بلعربي وأن يكون جدّي الحاج خالد أطال الله لنا في عمره الذي حقّق مشوار رياضي أسطوري وحينما أسمعه يتحدث عن الميزيريا والفقر ونقص الإمكانيات وكيف كان يتدرب في الماضي يزداد إفتخاري به وإصراري على مواصلة الطريق. لن أستطيع أن أحقّق ما فعله جدّي لكن سوف أعمل على تشريف العائلة رياضيا والوطن دوليا. لأن هدفي بعد البطولة الجهوية في مارس نيل اللقب الوطني والمشاركة في البطولة العربية في شهر جوان المقبل أما طموحي وحلمي هو الإحتراف في إسبانيا بإذن الله. ❊ الدراسة الجامعية والرياضة اليومية، كيف تستطيع التوفيق بينهما؟ - في الأول وجدت صعوبات كبيرة ولكن إتفقت مع مدربي وأخي على توقيت يساعدني والحمد لله أنها هذه آخر سنة لي ولم يبق الكثير عن شهر جوان موعد التخرّج. ❊ كلمة أخيرة؟ - تحية شكر لمحاوري ولقراء جريدته وأغتنم الفرصة لتقديم الشكر الجزيل إلى مناجيري على بنونه وزوجته الكندية كاتي وإلى المشرفين والمدربين بجمعية الجيل الجديد وإلى كريم وعمار زايد وصديقي البطل سمير دروني.