أدري أني أعيش الحجر والحجز العاطفي من زمن ، دون أن أبوح بالتركيبة الرمزية لسر تلك الأعراض لذلك (الفيروس المستجد) أما بعد.. فالذي اجتاح روحي بسرعة خاطفة وظل يتغذى ويعيش من نقاهاتي كل فصول السنة على مدار الساعة في مرفأ قلبي (مفحطا) ، فقد عجزت أن أخفيه من وجهي ومن عيوني متجاهلا ومتناسيا مرات عديدة، وفشلت قدراتي وقوات (التدخل السريع في الطب) و(مكافحة الشغب في الحب لمدة سنة وأكثر) على إبعاده دون جدوى، لقد تم حجزي وسحقي كبرعم زهرة على سطح القمر، حاولت أن تنمو بمياه دموعها وعرقها المالح تعبا وسهرا وحبا ذاتيا منفردا.. لقد حجزوني هكذا دون أن يكون لي فحص طبي دقيق لقلبي وعيوني وللفيروس الجميل الخطير سريع الانتشار مثل الضوء الذي يتسرب في كل مكان من هذا العالم.. حيث لا روح إلا روحك وهي تتفقد المعابر والمخيمات والخنادق وأرصفة النازحين المغلقة والمفتوحة وكل النازحين الذين نزحوا ، إلا ذلك النازح الوحيد العالق في الورقة الأخيرة ليسد بها آخر فجوة عاطفية ليعبر من خلالها نحو الشمس حيث الغروب وهو يحتسي روحي على كوب قهوة ساخن.. وهي تقوم بتسريحة شعرها الطويل في المساء.،وأدري أيضا أن روحي تتعرض للذوبان مع ارتفاع درجة السخونة وتسيل مثل الشوكولا وهكذا هي أرواح البسطاء الكادحين الطيبين الصادقين تحت سماء هذه الأرض.. إلى متى وروحي لا تتعرض للتجمد في (فريزر) عين من نحبهم كما يحدث مع الطبقات (البرجوازية) التي لم تعد تسمع كلمة فقر أو حروف جوع.. تشرد.. نزوح.. مطاردة. قسما إنني أدري أني أعيش الحجر والحجز الفولاذي بأيادي عابثة بكل المشاعر التالفة والصالحة من أجل التشهير بوجهي أمام وسائل الإعلام وصلبه حيا بالخجل العاطفي، ولا أدري لماذا أحن لسماع صوتك وأمنع بل أرفض وأقهر ذلك الحنين اللعين بل أكظمه في صدري حتى الموت ، حتى يموت ذلك الشعور المعتوه الذي يجرجرني يؤرقني كثيراً ويذوقني دروسا تعليمية على أن حنيني لا يمكن أن ينحصر في مربع واحد ولا مع روح واحدة فروحي هلكت وتعبت من هذا الحنين الكبير الذي تعرض للقمع والحجر بقوة خفية.