الورشة التطوعية لتعليم السولفاج تضم 300 فنان هو واحد من بين أعمدة الفن و الموسيقى بوهران تاريخه الفني حافل و مكتبته الموسيقية زاخرة برصيد كبير من المقطوعات و التلاحين الرائعة التي أبدع و أمتع فيها الجمهور أين رافقه الكمان الحزين على مر السنين بعد أن توجه سنة 1968 إلى خارج الوطن لدراسة السولفاج ليدعم موهبته الموسيقية بالدراسة الأكاديمية و يطور من معرفته لعالم اللحن و الموسيقى و كل ما يخص الآلات و النوطات الموسيقية أين وقع أول لحن له سنة 1977 بعنوان "العيون يالعيون " بالإذاعة الوطنية لمحطة وهران و هي البداية التي رفعته عاليا و وضعته في خانة كبار الموسيقيين و زكته ليتعامل مع كبار الفنانين في وهران أمثال الراحل "أحمد و هبي و بلاوي الهواري الذي تعامل معه مدة 40سنة و كذا المرحومة صورية كنان و صباح الصغيرة "رحمة الله عليهم بالإضافة إلى الفنانة "جهيدة و حورية بابا و بارودي بخدة "و غيرهم من أصحاب الحناجر الذهبية و مؤدي الأغنية النظيفة الهادفة إنه المايسترو"باي بكاي " الذي فتح قلبه لجريدة الجمهورية و أجرى معها الحوار التالي: * الجمهورية : كيف كانت بداية المايسترو باي بكاي مع عالم اللحن و الموسيقى ؟ - باي بكاي : في الواقع أنا مغرم بالموسيقى منذ الصغر لذلك قررت التوجه خارج الوطن سنة 1968 من أجل دراسة السولفاج و تنمية موهبتي أكثر فأكثر من خلال التعرف على المقامات و الآلات الموسيقية و كذا الإحتكاك مع الموسيقيين العالمين لتكون بدايتي الفعلية في الساحة الفنية الموسيقية الجزائرية سنة 1977 من خلال تلحين أول أغنية لي بإذاعة وهران بعنوان العيون يا العيون كلمات " عبد الله طموح" . * من خلال رصيدك الموسيقي نلاحظ أنه لديك نوع خاص بك من الألحان التي تميل أكثر إلى الأغنية التراثية هل هذا بمحض الصدفة و هل يمكن للباي بكاي أن يلحن أغنية للجيل الجديد ؟ - في الواقع منذ بدايتي الفنية توجهت لنوع موسيقي خاص بي يعكس شخصيتي كإنسان و كفنان كما أنني أعمل على تلحين الأغاني الهادفة البسيطة و الملتزمة في لهجتها أي التي تخاطب لهجة الوسط يفهمها العام و الخاص كما أنه لا يمكنني أن أحيد عن مبدئي في التعامل مع الحناجر القوية التي يظهر من خلالها لحن الأغنية و ليس الحناجر التي تعتمد على التكنولوجيا التي تقتل اللحن كما أنني أعتبر الإجتهاد في تحضير اللحن بمثابة الإجتهاد في تحضير الماجستير أين أعمل على توظيف التراث المادي بألحاني التي لا يجب أن تكون راقصة على الإطلاق. * ما هي مشاريع الأستاذ باي بكاي في الآفاق المستقبلية ؟ - منذ 3 سنوات مرت قمت بعمل تطوعي يتمثل في تكوين ورشة لإعادة كتابة التاريخ اللامادي بالمعهد البلدي أحمد وهبي تضم أكثر من 300 شخص من فنانين و هواة للموسيقى تتباين أعمارهم من 12 إلى 70سنة كما أقوم بتدريس السولفاج عن بعد من خلال إعطاء دروس موسيقية عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي والفايسبوك عبر صفحة فناني وهران و قناة اليتوب التي أنشأتها منذ مدة و التي تضم أكثر من 1400 فيديو لتدريس الموسيقى بما فيه الحفلات الإفتراضية التي كانت تقام بيننا نحن فناني العالم العربي من خلال التواصل عبر الفضاء الأزرق و إحياء حفلات تكريمية لفنانين رحلوا عن العالم مثل وردة الجزائرية و غيرها بالإضافة إلى إنشغالي بتحضير ألحان أغنية عن الأمير عبد القادر و ألحان لملحمة وهران التي تعرض التسلسل التاريخي للباهية من كتابة عبد الله طموح. * كيف يعيش الأستاذ باي بكاي أيام الحجر الصحي ؟ - أنا و كأي مواطن جزائري أعيش الحجر الصحي داخل منزلي الذي أزاول فيه نشاطي الموسيقي مع تطبيق قواعد البروتوكول الصحي لأن "درهم وقاية خير من قنطار علاج " لا سيما و أن الإحتكاك قد يكون سببا في إنتشار العدوى لذلك أنصح الشباب بتفادي الخروج من المنزل كما أوجه رسالة لكل المواطنين الذين أنصحهم بضرورة الإهتمام بالطبيعة و الغابات التي شهدت حرائق مهولة مؤخرا و لا يجب أن ننسى أنها أول مصدر للأكسجين الذي يعاني المرضى في المستشفيات من نقصه .