بسط الجيش الليبي أمس الجمعة سيطرته على مدينة الكفرة الواقعة في أقصى جنوبي شرقي البلاد بعد وصول تعزيزات كبيرة من قوات المجلس العسكري الأعلى في برقة، فيما تدور مفاوضات لوقف إطلاق النار بمشاركة القنصل السوداني في المدينة، حسب ما أفادت قناة الحرة الليبية. وذكرت القناة أن قوات الجيش التي وصلت الكفرة شكلت غرفة عمليات بقيادة العميد حامد الحاسي لمتابعة التطورات العسكرية في المدينة، التي أكدت أن الأوضاع فيها باتت هادئة بعد أن بسط الجيش سيطرته الكاملة عليها إثر وصول تعزيزات كبيرة من قوات المجلس العسكري الأعلى في برقة. وأشارت إلى أن عضوي المجلس الوطني الانتقالي سليمان فورتية وعلي المانع الذي يتولى كذلك رئاسة اللجنة الأمنية بالمجلس، وصلا إلى المدينة وناقشا تطورات الأوضاع مع غرفة العمليات التي شكلها الجيش. وأوضحت القناة أن المجلس العسكري الأعلى في برقة باشر المفاوضات لوقف إطلاق النار في المدينة برعاية القنصل السوداني ومنظمة الصليب الأحمر، في حين تولت وزارة الصحة بحث الاحتياجات الطبية العاجلة قصد توفيرها. وكان رئيس أركان الجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش قد أكد الخميس عودة الهدوء إلى مدينة الكفرة، بعد أن لقي تدخل الجيش الوطني ترحيباً من جميع الأطراف المتنازعة. يشار إلى أن اشتباكات مسلحة وقعت منذ الأسبوع الماضي بين قبيلتي الزوية والتبو بالمدينة وأسفرت عن سقوط العشرات من الضحايا بين الجانبين، في محاولة كل منهما فرض السيطرة على المدينة. وتحمّل كل قبيلة الأخرى مسؤولية بدء الهجوم والاستعانة بمرتزقة من خارج المدينة. يذكر أن المجلس الوطني الانتقالي يواجه صعوبة في بسط سيطرته على أنحاء البلاد مع تنازع المليشيات المحلية والجماعات القبلية المتنافسة على النفوذ والموارد بعد الإطاحة بالعقيد معمر القذافي. ومن جانبهم قال ثوار ليبيا إنهم استرجعوا بلدة الكفرة جنوب شرقي البلاد، وسيطروا على قرية بوروية غربي مصراتة بعدما طردوا منها كتائب معمر القذافي التي واصلت محاولاتها للسيطرة على معبر حدودي مع تونس، في وقت تعهد فيه حلف شمال الأطلسي (ناتو) بمواصلة الضغط العسكري على النظام الليبي. وقال الثوار إنهم استرجعوا بلدة الكفرة جنوب شرق البلاد، وهم يحاصرون داخلها كتائبَ القذافي. وقال الثوار الخميس إن الكتائب قصفت منطقة كرزاز شرقي مصراتة، وألحقت أضرارا كبيرة بمحطة لتوليد الكهرباء ومصانع ومنازل. وما زال الميناء نافذة مصراتة الوحيدة على العالم، لكن كتائب القذافي تقصفه بين الفينة والأخرى. لا ضمانات: ورفض خالد الكعيم نائب وزير الخارجية الليبي أمس إعطاء ضمانات للسفن التي توصل المعونة إلى مصراتة، قائلا لن نسمح لهذه السفن بإيصال أسلحة إلى المدينة ثم بإجلاء بعض المجرمين. كما قال الثوار في بلدة الزنتان غربا إن غارات الناتو دمرت مروحيتين كانت الكتائب تنقلهما على شاحنات. وتدور معارك شرسة في الجبال الغربية لليبيا، وقرب الحدود مع تونس للسيطرة على معبر حدودي. وسقطت حسب مصدر أمني تونسي عشر قذائف هاون أطلقت من ليبيا قرب بلدة الذهيبة التونسية الحدودية، في ثاني حادث من نوعه خلال بضعة أيام. ودعا وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ متحدثا في روما أمس إلى تكثيف العمل العسكري، دون أن يشمل ذلك تسليح المعارضة. وقال رئيس اللجنة العسكرية للناتو الأدميرال جيامباولو دي باولا متحدثا في بروكسل أمس إن الحلف أحرز تقدما في إضعاف قوات القذافي، وسيظل نشطا إلى أن توقف هجماتها على المدنيين. وفي موضوع منفصل أقر اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا عقد أمس في روما إنشاء صندوق لتمويل الثوار تصب فيه بداية هباتٌ دولية، على أن يموّل لاحقا بأصول نظام القذافي المجمدة في الخارج والمقدرة بعشرات مليارات الدولارات. وهاجمت الحكومة الليبية القرار، ووصفته على لسان خالد الكعيم بأنه قرصنة