مع اقتراب الدخول الاجتماعي ، عاد وبقوة الباعة المتجولون بوسط مدينة مستغانم، حيث استولت هذه الفئة من «التجار» على جل الطرق والأزقة التي يكتظ بها المارة ، خاصة بعد إجراءات التخفيف من الحجر المنزلي الذي فرضه وباء كورونا المستجد .. فئات من مختلف الأعمار (أطفال ، شباب وحتى شيوخ) غزوا وسط مدينة مستغانم محملين بمختلف اللوازم المنزلية من كؤوس وملاعق وصحون وغيرها من الأواني ، وحتى الكمامات الواقية من فيروس كورونا ...) كل هذه المستلزمات مجهولة المصدر ، نفس الشيء بالنسبة للفئة المختصة في عرض الخردوات القديمة التي جمعوها عن طريق الاسترجاع قبل وضعها في متناول الزبائن.. هؤلاء الباعة يقتحمون و منذ الساعة السابعة والنصف صباحا إلى غاية الفترة المسائية الأماكن الحساسة ، حيث يتجمعون بأعداد كبيرة عند مدخل الأسواق الموزعة بوسط مدينة مستغانم كمدخل الطريق المؤدي إلى سوق العين الصفراء أو تحت جسر 17 أكتوبر 1961 الذي يتجمع به باعة الهواتف المستعملة ومستلزماتها ، حيث يلتقون يوميا لتبادل «السلع» وتحديد الأسعار ، وعلى بُعد خطوات من هذه المنطقة الحساسة احتكر دون سابق إنذار باعة الألبسة المستعملة « البالة « الطريق العمومي مُحدثين بذلك اختناقا مروريا كبيرا، ما يُجبر المارة على الاحتكاك مع بعضهم في ظل انتشار فيروس كورونا ..تزايد الزبائن بهذا المكان مرده أيضا إلى الأسعار المغرية التي لا يمكن أن يعرضها أصحاب المحلات ،خاصة وأن الدخول المدرسي على الأبواب .. في زاوية أخرى من سوق « العين الصفراء « يجلس باعة الخردوات المختصين في عرض اللوازم المنزلية المستعملة من أجهزة كهربائية ، أقراص مضغوطة ، سيديهات الأفلام الهندية و«الأكشن» ، وحتى الكتب والمجلات البالية التي تعود إلى القرن الماضي وأشياء أخرى مجهولة للزبائن ، ومن جهته فإن محيط السوق المغطاة الذي يبعد عشرات الأمتار عن سوق العين الصفراء لم يسلم هو الآخر من الباعة المتجولين الذين يعرضون عند مداخله و مخارجه كل أنواع الفواكه والمشروبات الغازية في الهواء الطلق تحت أشعة الشمس الحارقة ،.. هؤلاء الباعة يمتدون في تراصهم دون توقف إلى غاية غزوهم كل أزقة شارع الأسد ب « حي الدرب»، أين يكتظ عددهم وتتنوع سلعهم المعروضة أمام المارة القادمين من مختلف الجهات خاصة منها الألبسة ، اللوازم المنزلية ، الألعاب البلاستيكية ... كل هذه الشرائح والفئات الموجودة في هذه الأسواق وبهذا العدد الكبير لها أسباب دفعتها للقيام بمثل هذه الممارسة والتطفل على التجارة الشرعية ، فمثلا الطفل «عبد الباقي» صاحب ال 14 ربيعا يتجول يوميا بمناديله الورقية والألعاب البلاستيكية من أجل جمع بعض النقود لشراء مستلزمات الدراسة ، و«أحمد» رب عائلة تعوّد القيام بهذا العمل والتردد على هذه الأسواق منذ عقود، بحثا عن طرق تخفف عنه عناء المعيشة الصعبة ، أما خالتي «حليمة» بائعة الأكياس البلاستيكية فتأتي يوميا لهذا السوق رغم تقدمها في السن من أجل جمع بعض الأموال لتغطية حاجياتها البسيطة ... من جانب آخر هذه التجارة الفوضوية والموازية تسببت في خسائر كبيرة لأصحاب المحلات الذين رفعوا و لمرات شكاوي لمصالح البلدية و المختصة لردع هذه الممارسات لكن دون جدوى .. !! .