اقتربت الاحتفالات الخاصة بالمولد النبوي الشريف التي يحييها الجزائريون على غرار باقي البلاد الإسلامية كل سنة، وبحلوله تتكرر مشاهد مقززة ومزعجة في الوقت ذاته، وهذا بسبب استخدام المفرقعات من مختلف الأحجام و الأنواع، والتي بدأت تغزو الأسواق بأسماء متعددة، و نراها عبر الأحياء والساحات العمومية، معلنة عن حلول ليالي الصخب والضجيج، والتي كثيرا ما تنتج عنها حوادث مؤلمة، كالإصابات بالحروق، وفقدان الأصابع وحتى العيون، حيث أثبتت السنوات الماضية أن استعمال هذا النوع من الألعاب النارية الخطيرة يخلف وراءه ضحايا دون شك. ورغم قلة العرض هذا الموسم، إلا أن الأمر لم يمنع بعض التجار الموسميين لا سيما الشباب، من مزاولة هذا النشاط المربح، وذلك من خلال نصب طاولاتهم داخل أسواق المدينة، وعلى مستوى الأزقة والأماكن العمومية،في ديكور يستقطب الأطفال وحتى الكبار من هواة استعمال هذه المنتوجات الممنوعة والخطيرة،حيث يقبلون على اقتنائها رغم غلاء أسعارها، وهذا من أجل فرح آني قد يتحول لا قدّر الله الى قرح مستديم . وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل المصالح المختصة، من أمن ودرك وحتى مديرية التجارة، التي تواصل حملات سحبها لهذه المواد الخطيرة على مدار السنة، وتكثّف من نشاطها في هذه الفترة من السنة، إلاّ أنها تكتسح الأسواق بطريقة غريبة، وهذا بعدما نجح مستوردوها في إدخالها إلى التراب الوطني بطرق غير قانونية . وككل سنة يتكرر التساؤل الذي يطرحه الجميع عمن وراء دخول هذه المنتوجات الخطيرة إلى أسواق الوطن، وتتعالى نداءات الأولياء للسلطات من أجل تكثيف المراقبة، ومجابهة هذا النوع من التجارة الممنوعة قانونا، ومع ذلك تعرف انتعاشا لا مثيل له خلال هذه الفترة من السنة. والأغرب من كل هذا وذاك أن نفس من يستنكرون ترويجها، ويعيبون تسويقها والرافضين لبيع هذه المفرقعات، تجدهم يتسارعون من أجل اقتنائها لأولادهم، رغم علمهم بخطورة استعمالها على صحتهم، ومنهم من يستخدمها هو أيضا ليلة المولد النبوي الشريف، ومن هذا المنطلق نقول لهؤلاء، "إعدموها" من الأسواق بتركها، لا بالإقبال عليها ثم مطالبة الدولة بمحاربتها.فنا هكذا يحتفل بمولد سيد الخلق النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم .