في تحريك أوّل لقضية الصحراء الغربية منذ تجدّد الحرب مع المغرب ، يقوم المبعوث الخاص الجديد للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا بزيارة إلى المنطقة تشمل مخيمات اللاجئين الصحراويين و الجزائر و موريتانيا و المغرب . وتبقى مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية صعبة، بحكم المماطلة والمناورات المغربية الفاشلة للحيلولة دون إيجاد حل لآخر مستعمرة في إفريقيا وإنهاء الاحتلال، ومنح الصحراويين حقهم في تقرير المصير.ومن بين الصعاب التي تقف أمام ستيفان دي ميستورا, الظرف الخاص الذي تأتي فيه زيارته إلى المنطقة, والذي يتسم بالعودة إلى الحرب, عقب نسف المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار, في أعقاب العدوان على مدنيين صحراويين في ثغرة الكركرات غير الشرعية, في 13 نوفمبر 2020. ما أدى بالصحراويين إلى العودة إلى العمل المسلّح . و يحاول المغرب من خلال الهروب إلى الأمام فرض الأمر الواقع على المبعوث الأممي من خلال محاولات جر بعض الدول في المنطقة إلى هذا النزاع ، إذ يقترح صيغة الموائد المستديرة التي تجمع أربعة أطراف و هي جبهة البوليزاريو و الجزائر و موريتانيا و المغرب و هو الأمر الذي عبّرت عنه الجزائر صراحة برفضه مؤكدة أنّ النزاع ثنائي . للتذكير فإنّ المسؤولة القانونية السابقة في بعثة الأممالمتحدة المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو)، كاتلين توماس و أمام الكونغريس أكدت أنّه من الناحية القانونية ليس هناك ما يمنع الرئيس الأمريكي جو بايدن من التراجع عن قرار اعتراف الولاياتالمتحدة للمغرب بسيادته على الصحراء الغربية و هو نفس ما ذهب إليه المبعوث الأممي السابق كريستوفر روس ، و طالب بمنح المبعوث الأممي صلاحيات أوسع من أجل معالجة الملف ، خاصة ما تعلّق بحقوق الإنسان و هو البند الذي ترفضه الرباط بعد جملة الجرائم المرتكبة من قبل المغرب في حق المواطنين الصحراويين ، أهمها اعتداء الكركرات ، و طالب روس بضرورة الوصول بالصحراء الغربية المحتلّة إلى استفتاء تقرير المصير من خلال المينورسو. و أكد روس أن المغرب هو العنصر الأوّل في فشل مهمته واستقالته من المنصب، داعيا إلى إعادة النظر في مهمة المبعوثين الأمميين من خلال توسيع الصلاحيات . حق تقرير المصير علما أنّ اعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونلد ترامب تمّ بمقايضة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل المخزن و هو ما تم على حساب القضية الفلسطينية أمّا المبعوث الخاص السويسري الإيطالي دي ميستورا صاحب مسار مهني طويل قوامه 40 سنة في هيئات الأممالمتحدة ، و الذي خلف الأخضر الإبراهيمي كمبعوث لسوريا ثم استقال لأسباب عائلية و بعد ذلك استدعاه الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتريس و حمّله ملف الصحراء الغربية المحتلّة كمبعوث خاص لها بداية من 21 أكتوبر 2021 فقد فاز بالمنصب من بين 13 اسما مقترحا على الأمين العام الأممي و هو متعدد اللغات ، و قد رفضته في البداية الرباط كما كانت ترفض كريستوفر روس. و لا يزال المغرب بمحاولاته الفاشلة يصر على إدخال الجزائر و موريتانيا في نزاعه مع الصحراء الغربية و يطالب بتوسيع المائدة المستديرة لتشمل الأطراف الأربعة مع أنّ الجزائر و موريتانيا دولتان ملاحظتان علما أن الأممالمتحدة تدعو " الطرفين " إلى المفاوضات المتوقفة بعد تجدد النزاع العسكري بين البلدين .