لا يمكن الحديث عن قوة ومناعة العالم العربي المترامي الأطراف والغني بموارده الطبيعية و البشرية دون التأكيد على العلاقات الجزائرية المصرية التي تعد من الأهمية بمكان النواة الصلبة للسعي العربي المشترك والوحدة وكل ما من شأنه توطيد وشائج القربى بين الإخوة العرب الذين تجابههم اليوم تحديات ليست شبيهة بالأمس شكلا ولكنها تنبض مكائد ومؤامرات من طرف أعداء الأمة العربية الذين لا يرقد لهم جفن ولا يحلو لهم رغد العيش إلا وهم يرون العالم العربي يتخبط خبط عشواء في أتون الفتن والصراعات والقلاقل التي تقصم ظهر أقوى بعير في الدنيا. نعم أعداء الأمة العربية هم أعداء البارحة واليوم وتتلون خططهم الشيطانية في مخابرهم السرية ليضربوا كل روح عربية وثابة للاتحاد والقوة والتمكن في هذا العالم المضطرب الذي لا يرسو حاله على قرار اللهم المصالح الإستراتيجية التي توهم بها الدول القوية عسكريا وصناعيا الدول الأخرى لتبرر كل النزعات للسيطرة والاستعلاء في الأرض. إن الجزائر ومصر مقتنعتان أن هذه المتغيرات الدولية تلعب لعبتها في الشطرنج الدولي ليس لفائدة المصالح الخاصة بالبلدان السائرة في طريق النمو بل من أجل أن تدوم دار لقمان على حالها .."والفاهم يفهم".. ومن هذا المنطلق فإن العلاقات الثنائية مرشحة للتطور بصفة كبيرة في المستقبل القريب إن على الصعيد الثنائي بل حتى لأجل البيت العربي الكبير الذي تغنى به أكبر الشعراء والمطربين ولنا في أغنية موسيقار الأجيال عبد الوهاب "وطني الأكبر.." إرهاص أولي إن البلدان العربية منذ القدم تنشد رص الصفوف وتماسك الأيدي .. فقط الاستدمار المتسبب في ضعضعة هذه العرى .. وطبعا بروح انهزامية لدى بعض البلدان لتقبل الأوضاع الراهنة. زيارة رئيس الجمهورية إلى مصر لها من الأبعاد ما ستبينه الأيام في الدفع بالتعاون المشترك إلى أرقى المستويات كل في مجال تخصصه كي يعم التنسيق والتواصل الذي نحن اليوم في أمس الاحتياج إليه بما تشكله الدولتان من وزن ثقيل في الأمة العربية والقارة الإفريقية في صد كل محاولات تغلغل النفوذ الأجنبي إلى دواليب الحركية العربية المشتركة.