في عنابة ..عندما تريد أن تبحث عن وجهك الذي ناضلت به ذات يوم ، عليك بالكور سيد أمكنة المدينة ووجهها الثائر الأنيق.. كلما دخلت الكور الجميل من إحدى بواباته الواسعة يأخذك الفضاء الفسيح وعالمه المزهو بوجُوه أصدقائك القدامى فتغدُو الطفل الذي كنته.. اللطيف والمشاغب والصعلوك.. ثم تغدو الغزال العاشق الذي تطارده العيون والشفاه..ومقاعد المقاهي وحين يأخذك الماضي شاهدا إلى حضن الثورة التي هزمت الموت العظيم واسترجعت الأرض والعرض تحدثك ذاتك العاشقة عن الرصاص الذي لعلع طويلا وعن أعمدته الشاهدة على الدماء وهي تُعلن النصر قبل النصر آه كم اختزنت ذاكرتك من أشرطة للنضال والرعب... والفرح الذي جاء صارخا.... هكذا هو الكور الواسع دائما عندما يغدو ضيقا وحميما ومحتشدا بالقهقهات والبهجة والدموع وهكذا أنت دائما كلما دخلت أو غادرت الكور الشامخ أيها الشقي تشعر بأنك الفاتح العظيم الذي يرفع الرقص مزهوا مع آلهة الحب وفرسانها الميامين فالقلب العاشق قلبك لا يمكن أن يسكن صدرا غير صدر الكور ولا يجد المعنى أو يضحك للروح إلا كما تشتهي ويشتهي الكور المنتظر دائما فتعال إذا لنهزم الغربة سويا تعال نلتقط صورة للذكرى فغيابك الطويل كان غيابا للفرح والسعادة.. هكذا يقول أصدقائي وتقول المدينة المنتظرة.