محيي الدين عميمور أديب وسياسي جزائري من مواليد 18 ماي 1935 ينتمي لأسرة مجاهدة من ولاية ميلة شرق الجزائر. كان أول طبيب جزائري يتخرج من المشرق العربي (كلية طب جامعة عين شمس -القاهرة و قد مارس نشاطا كشفيا وطلابيا متعددا خلال المرحلة الطلابية، فشارك في تكوين البعثة الجزائرية الحرة، ثم في أشغال المؤتمر المعسكر الأول لشباب العالم الإسلامي، وقام بتكوين الفرقة الكشفية الجزائرية في المؤتمر الكشفي العربي الثاني برعاية أحمد توفيق المدني في الإسكندرية عام 1956 وترأسها. اضطرإلى قطع دراسته الطبية في 1957 ليلتحق بجيش التحريرالوطني تحت قيادة العقيد أوعمران. و استكمل دراسته الطبية عام 1963 في القاهرة ليعود إلى الجزائر. حيث تولى إدارة الشؤون الطبية للقوات البحرية الجزائرية وكان أول أطبائها الجزائريين بعد استرجاع الاستقلال، وأسس فيها أول محافظة سياسية و ترأسها بدأ عميمورالكتابة بانتظام في منتصف الستينات على صفحات مجلة الجيش، بتوقيع "م دين"، وكانت رسومه الكاريكاتيرية أول رسوم تعرفها الصحافة العربية في الجزائر. و قد استقال من البحرية وفتح عيادة خاصة في الجزائرفي منتصف الستينات، وفي الوقت نفسه واصل النشاط النضالي في إطار حزب جبهة التحرير الوطني والكتابة في مجلة المجاهد الناطقة باسم الحزب وكذلك في صحيفة الشعب، بنفس التوقيع المستعار. و كان اختيار الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين له في 1971 مستشارا إعلاميا منعرجا حاسما في حياته السياسية فتوقف عن ممارسة مهنة الطب ولكنه واصل الكتابة بريتم أقل، وبالتوقيع المستعار. كما رافق الرئيس بومدين في كل نشاطاته الداخلية والخارجية حتى وفاته في 1978، وتحمل المسؤولية الإعلامية إلى جانب الرئيس رابح بيطاط خلال الفترة الإنتقالية، التي انتهت بالمؤتمر الرابع لحزب جبهة التحرير الوطني وانتخاب الرئيس الشاذلي بن جديد رئيسا للجمهورية. ثم صار عضوا في اللجنة المركزية للحزب في المؤتمر الرابع (1979 - 1983) وواصل مهمته في نفس الموقع برئاسة الجمهورية بطلب من الرئيس الشاذلي بن جديد إلى 1984. -كان من بين من تمت تصفيتهم سياسيا وإداريا في منتصف الثمانينات و استدعاه الرئيس الشاذلي بن جديد في ولايته الثالثة مرة أخرى ليعُيّنه سفيرا في باكستان عام 1989، وظل يشغل المنصب الدبلوماسي ثلاث سنوات، استطاع خلالها أن يستعيد للجزائر مكانتها في المنطقة. و أحيل على التقاعد مرة ثانية بعد اغتيال الرئيس بوضياف في 1992. لكن استدعاه الرئيس اليمين زروال في 1998 وعينه عضوا في مجلس الأمة (الغرفة العليا في البرلمان) ضمن الثلث الرئاسي وواصل الكتابة السياسية، بإذن من الرئيس، خارج الوطن وأساسا في كل من "الشرق الأوسط" و"الأهرام"، وداخل الوطن في الصحف الناطقة بالعربية أساسا، وكانت مقالاته تنشر في نفس اليوم على صفحات ست صحف جزائرية عربية، وكتب أيضا ل "القدس العربي "بلندن ومجلة "الحدث" بباريس ثم "الراية "في قطر وأخيرا في "الفرسان" بالجزائر. أما في أوت 2000 فاختاره الرئيس عبد العزيز بو تفليقة عضوا في حكومته الثانية وكلفه بوزارة الاتصال والثقافة. ليعود ثانية إلى مجلس الأمة بعد خروجه من الحكومة. وانتخب في سبتمبر 2002 رئيسا للجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية. أوكلت له مهمة تمثيل مجلس الأمة خلال عهدته النيابية في اجتماعات الاتحاد البرلماني لمنظمة المؤتمر الإسلامي وشارك في عشرات المؤتمرات الدولية والإفريقية. كُرِّم أكثر من مرة في الجزائر و عدة عواصم عربية، واختير في الكويت لمرتبة الشخصية الثقافية العربية لعام 2001، وحصل على جائزة الصحافة العربية في دبي 2009، واختير عضوا في مجلس إدارة الجائزة وعضوا في مجلس المستشارين لمؤسسة الفكر العربي 2010 ويحوز عدة أوسمة من دول عربية وأجنبية. ❊ ولعميمور العديد من المؤلفات -إنطباعات (3أجزاء) و( التجربة والجذور) و(أيام مع الرئيس بومدين) و(سفيراً... زادُه الخيال) و(لله وللوطن)في 3 مجموعات وخمسة كتب و(نظرة في مرآة عاكسة) و (الجزائر : الحلم والكابوس) و (أنا وهو وهم) و(أربعة أيام صححت تاريخ العرب) وأخرها (نحن والعقيد : صعود وسقوط القذافي) .