يحتفل اليوم الطلبة الجزائريون بالذكرى السادسة لإضراب الطلبة ولتأسيس الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين المصادف للتاسع عشر ماي من كل سنة ليتذكر الطلبة مابذله إخوانهم الأوائل من مثاق وهاب لأجل تأسيس إتحادهم الذي رأى النورمنذ 56 سنة وسط حرب التحرير الوطنية ووسط معاناة كبيرة للشعب الجزائري الذي كان يكافح الإستدمار الغاشم والذكرى في حد ذاتها محطة حاسمة في تاريخ الحركة الوطنية في مسار النضال المتميز لها والإتحاد العام للطلبة الجزائريين المسملين كان مخاضه عسيرا حينما قررت قيادة ثورة التحرير تجنيد الطلبة وقتها ليلتحقوا بالجبال فكانت ترى ضرورة تزويد الثورة بإطارات شابة مثقفة يكون لها شرف قيادة قاطرة الواجب الوطني فكان كذلك حينما إستجاب الطلبة إلى نداء جيش التحرير وجبهة التحرير فتركوامقاعد الدراسة في الثانويات والجامعات وفضلوا طلب الإستشهاد في سبيل الله والوطن مفوتين الفرصة على العدو الذي كان يريد إحتواءهم بإسم الحضارة والمدينة وفصلهم عن قضية شعبهم الأساسية وهي الإستقلال وكان في فرنساوالجزائر طلبة جزائريون يدرسون الحقوق والطب والأداب والصيدلة وتشبعوا من تجارب إتحاد طلبة شمال إفريقيا الذي كان يضم كل الطلبة سواء المسملين أو الأوروبيين في الأقطار المغاربية الثلاثة (تونس ، المغرب ، الجزائر) وكان ذلك الإتحاد يضم الكثير من الحساسيات السياسية الأوروبية لكن الطلبة المسلمين الجزائريين تفطنوا للفكرة وأرادوا إنشاء إتحادهم بخصائص جزائرية كي يكون نضالهم بينا وهو تحرير الجزائر من الإحتلال وضم الإتحاد وقتها المؤسسين الأوائل أمثال بلعيد عبد السلام ولمين خان ورضا مالك وأحمد طالب الإبراهيمي وطلبة جزائريين كانوا يدرسون في معاهد وجامعات المشرق العربي في القاهرة ودمشق وبغداد وغيرها وقد عرفت الحركة الطلابية في فترة الإحتلال حركات إحتجاج وإضرابات تضامنا مع جيش التحرير وكان قرار إضراب الطلبة في 1956 نابعا من إرادتهم وبعد تشاور بينهم وإتصالهم بالوجود الطلابية البارزة وقد أبرز السيد حميني خان في عدة مرات أهمية الإضراب وآثاره على مسار الثورة وصداه داخليا وخارجيا مذكرا بالمحطات الحاسمة له كونه أحد المشاركين فيه وأحد المؤسسين للإتحاد وقد إلتحق الطلبة بعد النداء الوطني بصفوف جيش التحرير وأبلوا البلاء الحسن وتدعمت الثورة بكوادر شابة ومثقفة كانت فعلا حسب المؤرخين القلب النابض لها ونذكر من هؤلاء الطلبة الراحل محمد الصديق يحيى وزير الخارجية الأسبق والعضو المفاوض في إيفيان وكذلك بن يوسف بن خدة وزدور إبراهيم بلقاسم الشهيد الرمز والقائمة طويلة منهم والذي يكافحون بفكرهم وسلاحهم العدو الغاشم وكان الشاعر الكبير الراحل مفدي زكريا قد خلد مآثر هؤلاء الطلبة في قصيدة ثورية ملتهبة حماسا ووطنية أصبحت فيما بعد النشيد الرسم لهم التي يقول فيها نحن طلاب الجزائر نحن المجد بناة نحن آمال الجزائر في الليالي الحالكات وأستشهد الكثير من الطلبة الجزائريين في الجبال وفي ميدان الشرف دفاعا عن الوطن وكانوا رافعين لشعار جد بليغ مفاده ما قيمة الشهادة ونحن نعيش تحت أتون الإستعمار فرفضوا عيش الذل والهوان وإسترخصوا كل شيء من أجل حرية وإستقلال الجزائر واليوم البلاد مستقلة فإن الطلبة لهم واجب على عاتقهم في وجود الإستلهام من سير وتضحيات أسلافهم حتى وإن إختلفت التحديات فتحرير العقول من الجهالة وتنويرها بالعلم والمعرفة واجب وطني لا يقل أهمية عن إنعتاق الإنسان.