عقب لقاء منتخبنا الوطني بنظيره الانجليزي شهدت شوارع كل القرى والمدن الجزائرية وحتى العالمية خروج الآلاف من أنصار الخضر للتعبير عن فرحتهم ليس فقط بالنتيجة المحققة والتعادل بطعم الفوز أو الفوز بصفر مقابل صفر كما ظل يرددها معلقنا القدير حفيظ دراجي ولكن لعودة الأمل من جديد للأنصار في إمكانية التأهل للدور الثاني وكذلك الثقة في العناصر الوطنية وامكانياتها الفردية والجماعية وكذلك التأكيد على ميلاد فريق كبير بدأت ملامحه تتضح مع التصفيات التأهيلية لمسابقتي كأس افريقيا والعالم منذ سنتين وتأكدت رسميا من خلال تواجد عناصر شابة مغتربة تكونت في أحسن المدارس الاوروبية في المنتخب الوطني والتي مع اكتسابها للخبرة والتجربة والنضج الذهني والتكتيكي ستكون لها كلمتها بحول الله تعالى وأن المستقبل للكرة الجزائرية للسيطرة عربيا وقاريا ومجابهة الكبار في المحافل الرياضية القادمة فقط يجب استخلاص الدروس والعبرة من هذه المشاركة المونديالية مهما كانت نتائجها والتي نتمناها أن تكون إيجابية أكثر ومادام الحلم مشروع والأمل موجود لم لا يكون التأهل من نصيبنا بعد الفوز على منتخب الولاياتالمتحدة الأمريكية؟. * ميلاد جيل جديد للخضر يعتبر كل المتتبعين للشأن الرياضي في بلادنا وفي كل دول العالم بأن سنة 2010 هي الميلاد الحقيقي لجيل جديد للخضر يتكون من خيرة أبناء الجزائر المتفوقين رياضيا وأن المادة الخام موجودة ومصقولة وتنقصها أيادي كبيرة ومدربين في المستوى من طينة كابيلو أو فان ڤال ممن لا يخشون المنافس ولا يضعون في حساباتهم المسبقة المحافظة على النتيجة السلبية وعدم المغامرة كما ينتهجها المدرب الحالي رابح سعدان الذي وبعد ضغط رهيب للشارع الجزائري خرج عن تعنته وأقحم بودبوز أساسيا ومطمو ر رأس حربة والذي رغم عزلته إلا أن قاوم وأتعب الدفاع الانجليزي القوي، حينما تحرر سعدان من عقدته في فرض أسماء لا تصلح للعب ولا مكانة لها ضمن التشكيلة وقبل بل سمح (بعد إلحاح كبير من الجماهير وحتى المسؤولين) بالدفع بلاعبين شباب أمثال قديورة ومصباح للعب والبرهنة على قدراتهم جاءت النتيجة وظهر الاداء الجميل وحينما وضع منصوري في دكة الاحتياط تحرر لحسن مدحي وحسان يبدة والآخرون ولعل الاكتشاف الأهم في هذه المقابلة هو الحارس مبولحي الذي أظهر بأنه من طينة الكبار رغم ارتباكه في البداية كيف لا وهو يلعب المونديال وضد كبار الانجليز وحينما تأكد من أن وجوده فوق أرضية الميدان لم يكن حلما بل واقعا ملموسا أبان عن امكانياته وجعل جيرار وروني يعيشان أحلك لياليهما. * المونديال وسيلة وليست غاية العرس العالمي وإن كان للتنافس والظفر بكأس العالم حلم أغلب الفرق المشاركة الا أنه بالنسبة للبعض منها هي وسيلة للظهور بوجه مشرف وبالنسبة لمتنخبنا فإن المونديال الافريقي هو وسيلة لإثبات أحقيته في التأهل وقوته وسيطرته على الكرة قاريا حتى وإن لم يتوج بكأسها في أنغولا وعلى المناصرين الجزائريين أن يعترفوا للخضر بقوتهم وبقدرتهم على منافسة بقية الفرق العالمية وأن النتائج الايجابية تحققها المقابلات الكثيرة ضد فرق قوية وأن الالقاب سوف تحصدها هذه العناصر إذا ما بقيت تلعب بنفس الروح وبنفس المعنويات المرتفعة واذا ما وجدت وهذا مهم جدا مدير فني ومدرب قادر على التحول بهم من موقع ملعب الدفاعي السلبي الى الملعب الإندفاعي الهجومي لأن كتيبة الخضر تضم عناصر دولية مشهود لها بتقنياتها العالية ما أردنا تحقيق الإنتصارات المتتالية فإنه يستوجب علينا أن نعوّد هذه العناصر على اللعب المهاري وأن نعود الى اللعب الجزائري والخطط المعروفة 4 4 2 أو 4 4 3 والتي يميزها اللعب على الأطراف مثلما كان يفعله ماجر وعصاد، مناد وبن صاولة ياحي وبربو وغيرهم وسعدان أدرى بهذه الخطط التكتيكية والتي أبدع فيها الخضر، مقابلة إنجلترا كانت فرصة أخرى للتأكيد على أن المنتخب الوطني يمتلك العناصر اللازمة والقادرة على تحقيق النتائج الجيدة ولكنها وفي كل مرة تجد نفسها أسيرة تخوف سعدان المفرط وسلبيته في التعامل مع أحداث المبارات وحتى أمام الإنجليز لو أقحم مهاجم آخر مع مطمور لكانت قد تغيرت النتيجة لكن التعادل ونقطة في المونديال أحسن من لا شيء وكل الأمل في مقابلة أمريكا بعد ساعات قليلة فحظ سعيد لمحاربي الصحراء ومهما تكن النتيجة يجب علينا أن نهنىء أنفسنا بهذا الفريق الكبير وأن نرعاه أكثر مستقبلا.