على الرغم من انه ولد ضريراً إلا ان ذلك لم يشكل عائقاً أمام الفنان التركي أشرف أرمغان لكي يصبح رساماً تنقش أنامله لوحات تعكس روعة ما أبدعه الخالق من عصافير وفراشات بأدق تفاصيلها وبتعدد ألوانها. ويزاول أرمغان الرسم منذ نعومة أظفاره وتمكن من تحقيق مستوى عالٍ في هذا الفن، خوله لإقامة ما يزيد عن 20 معرضاً محلياً وعالمياً، شملت هولندا وجمهورية التشيك. ويكمن سر موهبة أشرف أرمغان في انه استبدل انعدام قدرته على رؤية الأشياء بعينيه ليراها بيديه. فهو يقوم بتحسس ما ينوي رسمه وكأنه يطبع بأصابعه صورة قبل ان ينحتها في ذهنه، ثم يشرع بتجسيدها على الورق بألوانها كما هي من خلال إحساسه بها، لتتحول الى صورة طبق الأصل لما أدركه بشعوره الداخلي قبل الخارجي. وقد أثارت لوحات أرمغاني دهشة المهتمين قبل إعجابهم الكبير بها، اذ يطرح هؤلاء تساؤلاً مفاده .. "كيف تشكل عقولنا صوراً ذهنية من دون أن تبصرها عيوننا ؟". وقد جعل من الفنان التركي ظاهرة استثنائية ليصبح محور دراسة حول التصوير البشري أجراها عالم النفس الكندي جون كنيدي في عام 2004، كما تحولت إبداعاته الى مادة تُدرس حالياً في الولايات المتحددة الأمريكية في محاولة للإجابة عن هذا السؤال.