انطلقت فعاليات المهرجان المحلي للمسرح المحترف مساء الأربعاء الفارط بحضور محمد زليلي مستشار وزيرة الثقافة والسلطات المحلية وجمع غفير من مُحبّي الفن الرابع الذين غصّت بهم قاعات المسرح الجهوي لسيدي بلعباس. وبعد أن رحَّب عسّوس حسن محافظ المهرجان بالحضور تناول الكلمة ممثل وزيرة الثقافة حيث أبرز جهود الوزارة في تفعيل الحركة الثقافية ببلادنا والدليل على ذلك حسبه ترسيم 170 مهرجانا في شتى الطبوع الفنية بمختلف جهات الوطن منها مهرجان سيدي بلعباس للمسرح لافتا النظر إلى أن إقامة مثل هذا المهرجان ساهم في اخراج الثقافة من الطابع الارتجالي إلى التنظيم المحكم ثم تلاه محمد الأمين حطّاب والي سيدي بلعباس ليؤكد بأن أبَا الفنون ينطوي على عديد الرسالات منها إذكاء الوعي وتقريب اللّحمة.. فضلا عن كونه عاملا في الترفيه والتوجيه والتثقيف معلنا عن الافتتاح الرّسمي للتظاهرة. هذا وبعد تقديم أعضاء لجنة التحكيم للجمهور وعرض شريط قصير يُظهر فنانين جزائريين غيبتهم الموت في 2012 و2013 بينهم رشيد فارس وسليمة لعبيدي وجلول جدّي وملعب عبد القادر والعالمي عبد القادر ... فتح المجال لفرقة المسرح الجهوي لعرض مسرحية على شرف المهرجان بعنوان « غرفة الأصدقاء» ، النص لصابين كبير والاخراج للصّادق الكبير . العرض قدّمه ممثلون مكفوفون أتنى بهم المخرج من بلعباس ووهران وسعيدة حيث تقمصّوا الأدوار وسط ظلام دامس ساد قاعة العرض والرّكح معًا ولك يكن الجهمور يسمع سوى أصواتهم دون أن يرى حركاتهم وانفعالاتهم. والمسرحية تتحدث عن الربيع العربي في صورة قصة جميلة يُجسدها الممثلون باللغة الفصحى، أبطالها القردة والسلاحف وتخلص إلى أن القردة المولوعون بحُبّ السلطة والزعامة لن يتنازلوا عنها لغيرهم مهما كلّفهم ذلك من ثمن . للإشارة فإن اليوم الموالي أي الخميس، عرف دخول فرقتين مسرحيتين مجال المنافسة كما هو مسطر في البرنامج حيث أمضي الجمهور العباسي وقتا ممتعا مع فرقة أصدقاء الفن لمدينة الشلف التي عرضت مسرحيتها «فْريلندا» النص لقاسم مطرود والاخراج لميسوم لعروسي. يحكي العرض عن زعيم احْتمى وحارسه الشخصي داخل مصحّة من قصف مدمّر فيلتقي بمُمرضة ويرغمها عنوة على تقمص أدوار من خلال لعبة المسرح داخل المسرح ويهدّدها تهديدا بواسطة حارسه الشخصي، وخلال أحداث العرض يسترجع ذكرياته منذ أن كان طفلا حتى أصبح تليمذا يهاب المعلمة وأيضا رجل الشرطة إلى أن صار زوجا مخدوعا، وكل هذه الأحداث تميزها الوحشية والقسوة. المخرج يرى أن هذه الوحشية اسقاط لتلك الوحشية التي نعيشها يوميا ونُقصَفُ بها عن طريق القنوات الفضائية، وخشية تلك المشاهد المأساوية التي يحياها العالم العربي من قتل وتدمير وتشريد ووحشية ذاك الربيع الدّامي. أما المسرحية الثانية التي عرضت الخميس ليلا فهي لفرقة الخشبة الزرقاء لمستغانم بعنوان « المذنبون من غير ذنب» النص مقتبس عن أوستروفسيكي والاخراج لسبات محمد.