الشرطة العلمية لوهران تعاين مسرح المأساة تفاجأ بعد ظهر أمس كل مسؤولي وموظفي الحي الإداري بولاية معسكر ولا سيما منهم عمال مديرية التنظيم والوسائل العامة بخبر إقدام مدير التنظيم والوسائل العامة على إطلاق النار على نفسه داخل مكتبه مباشرة بعد حضوره لجانب من أشغال الدورة العادية الأولى للمجلس الشعبي الولائي وحسب المعطيات الأولية فإن المرحوم دريسي عبد الكريم كان قد حضر بشكل عادي إفتتاح أشغال الدورة التي عرفت احتجاج كتلة حركة «حمس» المتكونة من 5 أعضاء على حرمانهم من نيابة رئاسة المجلس ورئاسة إحدى اللجان الدائمة طبقا لاتفاقية أبرمتها قيادتهم مع قيادة «الأفالان» مقابل دعم مرشحها لرئاسة المجلس الشعبي الولائي، وقد قدم المحتجون ملفا موثقا حول هذا الإشكال إلى والي الولاية الذي سلمه بدوره إلى المرحوم الذي غادر القاعة عدة مرات آخرها بعد الساعة الواحدة زوالا ليلتحق بمكتبه وهناك سمع الموظفون طلقا ناريا وعندما دخلوا المكتب وجدوا الضحية ملقى وهو ينزف من فمه. وفور انتشار الخبر سارع والي ولاية معسكر إلى فض أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي ويفسح المجال للجهات القضائية والأمنية لمباشرة تحقيقاتها حول الحادث التي تضاربت الروايات حول دوافعه، علما أنه إلى غاية كتابة هذه السطور لم يصدر عن الجهات المسؤولة إداريا أمنيا وقضائيا أي تصريح رسمي حول الحادث، رغم التماسات رجال الإعلام الذين ظلوا ينتظرون تنويرهم حول ملابسات الحادث وقد برر لنا أحد المسؤولين الأمنيين عدم نقل جثمان المرحوم من مكتبه إلى غاية الرابعة مساء بإنتظار عناصر الشرطة العلمية القادمة من وهران لمعاينة مسرح هذا الحادث المأساوي الذي كاد أن يعرف تطورات غير متوقعة جراء منع ابن المرحوم وأخيه من رؤية فقيدهم جراء وقوف موظفي مديرية التنظيم والوسائل العامة في صف أهل المرحوم مطالبين بإفساح المجال لهم لإلقاء نظرة عليه. للإشارة فإن المرحوم دريسي عبد الكريم من مواليد 1954 بسعيدة متزوج وأب لأربعة أبناء وقد عين بولاية معسكر أواخر 2011 قادما إليها من ولاية مستغانم ويحظى باحترام كل عمال وموظفي قطاعه وموظفي الولاية عموما.